من الصور الفوتوغرافية التي لاقت شهرة عالمية، صورة التقطها مصور محترف أثناء الحرب الفيتنامية، والتي كانت تبين مدى بشاعة هذه الحرب القاسية. وكانت الصورة لسكان فيتناميين وهم يركضون في رعب خارجين من إحدى القرى التي ألقت عليها الطائرات الأمريكية قنابل “النابالم” المحرقة.
وكان يتقدم هؤلاء الفارين من جحيم القنابل، فتاة صغيرة، اسمها «كيم فوك»، كانت تجري عارية من رعب النابالم، الذي كان يحرق جلدها، والذي سبّب لها تشوهات كثيرة. وقد اعترف الطيار الذي أُمر بالهجوم، واسمه «چون بلامر»، بما حدث، وقال إنه كان يظن أن القرية منشأة عسكرية ليس فيها مدنيون.
وبعد انتهاء الحرب بسنوات، دُعيت تلك الفتاة الفيتنامية، إلى واشنطن، لتتحدث في ذكرى المحاربين القدماء في فيتنام، فقالت إني أود أن أعلن الغفران لذلك الطيار، إذا ما تقابلنا معا، لأني بعد تلك الحرب، قد صرت مسيحية مؤمنة بالرب يسوع، وعندما عرفت كم سامحني هو بجميع خطاياى عندما مات من أجلي على الصليب، أنا أيضاً مستعدة لأن أغفر لكل مَن أساءوا لي، حتى لذلك الطيار الذى تسبب في تشويه جسدي.
وللمفاجأة، فقد كان الطيار چون بلامر نفسه بين الحاضرين، لأنه كان قد سمع عن وجود كيم فجاء ليسمعها. وبعد الكلمة التي شهدت فيها الفتاة عن نعمة المسيح التي ملأت حياتها بالحب والغفران، تقابل الإثنان معاً، وكرّر چون قوله لها: أنا آسف.أنا آسف. فأجابته كيم: العفو يا أخي، فأنا قد سامحت منذ سامحني المسيح.
وعرفت كيم أن چون أيضاً قد أصبح مسيحياً مؤمناً بالرب يسوع، لذلك استطاعا كليهما أن يفهما معنى الغفران: كيف يُؤخَذ أولاً، وكيف يُعطى ثانياً. «محتملين بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضكم بعضاً، إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً» (كولوسي3: 13).
صديقي.. هل اقتربت من المخلِّص المصلوب واختبرت غفرانه لجميع الذنوب؟ أيضاً أسألك: هل تغفر للآخرين أخطاءهم اليسيرة، كما غفر لك المسيح أخطاءك الكثيرة؟ قال المسيح له كل المجد: «ينبغى أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا» (متى 18: 33).