عادت السيدة متأخرة إلى المبنى الذي كان يُعقد فيه مؤتمر تحضره، فوجدت الباب الخارجي موصداً. ضغطت على الجرس عدة مرات فلم تجد رداً، قرعت الباب بيديها وليس من مجيب، فبدا لها أن جميع من في المبنى إما ناموا أو موجودون بعيداً عن الباب.
احتارت السيدة: ماذا تفعل وقد مر أكثر من ربع الساعة وهي تحاول الدخول دون جدوى؟ وزاد من هلعها أن الوقت قد صار متأخراً. مرت الدقائق وكأنها دهر، بطيئة ثقيلة، ودموعها على خديها، والجو بارد، وهي لا تعرف ماذا تفعل.
وبعد فترة ظهر رجل عائد هو الآخر إلى المبنى، ما أن قابلها حتى سألها إن كان يمكنه أن يساعدها. أجابته بحالها، فسألها الرجل: وهل لم تتسلمي من منظمي المؤتمر مفتاح الباب.
أجابت: كلا، بل سلموني مفتاح حجرتي فقط.
سألها الرجل: ألم تتسلمي شيئاً آخر؟ أجابته: لم أستلم سوى هذا المفتاح وكتيب صغير للتعليمات.
ابتسم الرجل مشفقاً وأجابها: يا سيدتي، يبدو أنك لم تقرأي كتيب التعليمات الذي تسلمتيه، فمفتاح حجرتك يمكِّنك أيضاً من فتح الباب الخارجي، وهذا مذكور بوضوح في كتيب التعليمات. لقد كان المفتاح في يدك، لكنك لم تستعمليه!
صديقي، لقد قاست هذه السيدة وقتاً عصيباً، لأنها لم تكلف نفسها أن تقرأ كتيب التعليمات! وكم نكلِّف نحن أنفسنا عناءً ومشقة عندما لا نواظب على قراءة الكتاب المقدس على اعتبار أنه تعليمات الله لنا.
ألا تشاركني أنه ما أغرب أن نقف أمام باب موصد، في حيرة من أمرنا، وبيدنا مفتاحه!!
يقول الحكيم: «لأن الوصية مصباح، والشريعة نور، وتوبيخات الأدب طريق الحياة» (أمثال 6: 23 انظر أيضاً مزمور43: 3؛ 2بطرس1: 19).
وليت شعارنا يكون «سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي» (مزمور119: 105).