نواصل حديثنا عن النضوج الروحي، وهو المطلوب الأساسي الذي نصبوا اليه، لكي نكون أواني للكرامة مقدسة نافعة لخدمة السيد ومستعدة لكل عمل صالح. وسنستكمل الحديث عن مظاهر النضوج الروحي:
- القدرة على استيعاب الطعام القوي، أي فهم الأمور العميقة في كلمة الله. الطفل يحتاج إلى اللبن أما الطعام القوي فللبالغين (عبرانيين 5: 14).
- اختفاء الصغائر المرتبطة بالطفولة مثل الغيرة الجسدية والحسد والخصام والكذب.
- التحرر من الأنانية وامتلاك روح العطاء والاستعداد للخدمة والتعب لأجل الآخرين.
- التحرر من المشغولية بالذات ومحاولة جذب الأنظار والاهتمام برأي الآخرين وتقييمهم ومديحهم. النضج يتميز بالبساطة ويهمه تقييم الرب ورضاه.
- الثبات ضد التيارات الفكرية والتعاليم الخاطئة. «كي لا نكون فيما بعدأطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم» (أفسس 4: 14).
- الثبات على المبادئ رغم تقلب الظروف (المكان - الوضع الاجتماعي - الأصدقاء).
- صارت له الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر، الحسن والأحسن، الوقتي والأبدي، صوت الرب وهمسات الشيطان.
- القدرة على تحمل المسئوليات واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت الصحيح. والقدرة على احتمال المشقات والمعاناة بصبر وطول أناة دون كلل أو خوار.
- البحث عن خطة الله ومشيئته في الحياة لكي يطيعها.
- يصبح أكثر تحفظاً وتأنياً وأقل اندفاعاً وتهوراً، ويعرف أن ينتظر التوقيت الإلهي ولا يفشل حتى لو طال الانتظار.
- ضبط اللسان «إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل» (يعقوب3: 2).
- ضبط الانفعالات، لا تسهل إثارته. «وأما الرجل موسى فكان حليماً جداً» (عدد12: 3).
- ضبط الأفكار والرغبات والعواطف والشهوات. يوسف كان رجلاً رغم حداثته. وأمام إغراء الخطية قال «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» (تكوين39: 9) إن الشخص الناضج هو الذي يتحكم في نفسه ورغباته وليس أنها هي التي تتحكم فيه.
- الحرب الروحية. «انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق» (خروج17: 9).
- الصلاة والتشفع لأجل الآخرين. فالرجولة الروحية تتضمن شخصاً يجاهد ويصارع مع الرب في الصلاة. «طلبت من بينهم رجلاً... يقف في الثغر أمامي» (حزقيال22: 30). أمثلة: إبراهيم لأجل لوط في سدوم، موسى لأجل الشعب بعد حادثة العجل الذهبي، صموئيل لأجل الشعب وهم يواجهون الفلسطينيين.
- روح الشكر وعدم التذمر والقناعة والاكتفاء والرضى. كما قال بولس «تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه» (فيلبي4: 11). فالشخص الناضج يتعايش مع الظروف ويشكر في كل شيء، ويعيش بنفس راضية بما يرضاه القدير.
بعد هذا الاستعراض السريع للملامح الأساسية للنضوج والرجولة الروحية ليتك تصلي كلمات الترنيمة:
للعمق يا إلهي ابتغي المسيرْ
هل أبقى كالأطفال أرهب الوصولْ
وكيف أحيا بالفُتاتِ يوميَ
ومسيحي مُنبتٌ عُشبَ الحقولْ