نواصل الحديث عن بعض الظواهر الطبيعية والحقائق العلمية التي كشفت عنها كلمة الله الموحي بها، قبل أن تصل إليه أفهام العلماء.
عدد نجوم السماء
ان المعرفة الإنسانية عن حجم الكون المحيط بنا قد تطورت كثيراً بتطور الأدوات المتاحة لاستكشاف الكون:
ففي القرن الثاني قبل الميلاد أعد هيبارخوس أول قائمة مبوبة للنجوم، وضع فيها 850 نجماً.
وفي القرن الثاني الميلادي وضع بطليموس السكندري كتابة «المجسطي»، طور فيه قائمة للنجوم تضم 1028 نجماً، سماها جدول النجوم الثوابت.
استمر التصور حول حجم الكون وعدد النجوم يتسع حتى وصل إلى5000 نجم.
في بداية القرن السابع عشر، طوّر جاليليو تلسكوبه، واكتشف أن مجموعة نجمية مثل «درب اللبانة» تحوي عدد لا حصر له من النجوم.
في عام 1925م، استطاع إدوين هبل باستخدام تلسكوب جبار، قطر المرآة العاكسة فيه 100 بوصة، أن يصل إلي حجم للكون أوسع 250 مرة، وأثبت أن المجرات هي أنظمة نجمية ضخمة، تصل إلى حوالي 100 مليون مجرة أو أكثر، ممتدة في الفضاء الشاسع، وتصل المسافة بين كل مجرتين إلى 2 مليون سنة ضوئية (السنة الضوئية = المسافة التى يقطعها الضوء في سنة. وهي تعادل نحو 9.5 مليون مليون كيلومتر!).
في عام 1948، تم صنع تلسكوب ضخم، قطر مرآته العاكسة 200 بوصة، وضع في مدينة باسادينا بكالفورنيا، بواسطته أمكن أن تتسع المعرفة بالكون إلي بليون سنة ضوئية، وظهرت لأول مرة مئات الآلاف من المجرات، تحوي كل منها ملايين النجوم، وُصفت بأنها “غبار منثور متلألئ”. وكم يكون رائعاً وعجيباً أن نقرأ في الكتاب المقدس قول الرب لإبراهيم، قبل الميلاد بنحو خمسة عشر قرناً، إذ أخرجه إلي خارج وقال له:
«انظر إلى السماء وعد النجوم إن أستطعت أن تعدها» (تكوين15: 5). وأيضاً في سفر أرميا: «جند السموات لا يُعَدّ ورمل البحر لا يُحصى» (إرميا 33: 22).
دوران المجموعة الشمسية في الفضاء
كان أمراً عجيباً يوم أن اهتدى جاليليو (1564- 1642م) إلى حقيقة دوران الأرض حول الشمس، إلا أن العلم الحديث قد اكتشف أن الأرض لا تدور فقط حول الشمس، ولكن المجموعة الشمسية كلها تسبح في الفضاء بسرعة هائلة تبلغ 600 ألف ميل/ الساعة، وفي مدار هائل يحتاج إلي 200 مليون سنة لإكماله.
وهذا بعينه ما سجله داود في المزمور التاسع عشرمنذ 300 سنة حين قال بالوحي الإلهي عن الشمس:
«جعل للشمس مسكناً فيها، وهي مثل العروس الخارج من حجلته. يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق. من أقصى السماوات خروجها، ومدارها إلى أقاصيها» (مزمور19: 4-6).
دوران الأرض حول محورها
من المعروف علمياً الآن أن الأرض لا تدور فقط حول الشمس مرة كل سنة، الظاهرة التي تنتج فصول السنة الأربعة، بل أيضاً تدور حول محورها أمام الشمس وهذا ينتج تعاقب الليل والنهار في نصفي الكرة الأرضية. إلى هذه الحقيقة يشير الكتاب من حوالي أربعين قرناً في سفر أيوب قائلاً:
«هل في أيامك أمرت الصبح. هل عرفت الفجر موضعه ليمسك بأكناف الأرض... تتحول (تدور حول محورها) كطين الخاتم وتقف كأنها لابسة». (أيوب38: 12-14).
وإلى هذه الحقيقة عينها أشار الرب يسوع في إنجيل لوقا17: 4-36 عن وقت مجيئه الثاني قائلاً:
«أقول لكم إنه في تلك الليلة يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد ويترك الآخر تكون اثنتان تطحنان معاً فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى يكون اثنان في الحقل فيؤخذ الواحد ويترك الآخر».
ففي لحظة ظهور المسيح سيكون في بقعة من الأرض ليل والناس في فراشهم، وفي بقعة أخرى فجر والنسوة يعددن الطعام، وفي بقعة ثالثة من الأرض نهار والرجال في الحقول.
وإلى لقاء