في العدد السابق عن ستة أمور ينبغي على المؤمن أن يواظب عليها يومياً، طبقاً لكلام الكتاب. وفي هذا العدد نكمل الحديث.
7- رفض الشر وإحتمال العار:
نحن نعيش في عالم شرير مملوء بالأشرار الذين ليس فقط يفعلون الشر بل أيضاً يريدون المؤمن أن يفعل الشر مثلهم، وهذا ما حدث مع يوسف عندما كان في بيت فوطيفار إذ كلمته امرأة فوطيفار يوماً فيوماً لكي يفعل الشر معها لكنه لم يسمع لها بل قال لها «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطيء إلى الله» وفي يوم أمسكته بثوبه فترك ثوبه في يدها وخرج إلى خارج، لقد رفض الشر (تكوين39). وكذلك مردخاي التقي الذي كان جالساً في باب الملك أحشويرش، إذ كلمه عبيد الملك يوماً فيوماً لكي يجثو ويسجد لهامان، لكنه رفض (استير3: 4) لأنه «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد». وكذلك شمشون كانت دليلة تضايقه بكلامها كل يوم وألحَّت عليه حتي ضاقت نفسه إلى الموت (قضاة16: 16) ولكنه بالأسف انهزم أمامها، فقُلعت عيناه وصار يطحن في بيت السجن. وليس فقط نرفض الشر بل ليكن لدينا الاستعداد لاحتمال التعيير من الأشرار «إذ قيل لي كل يوم أين الهك؟» (مزمور42: 3، 10).
8- حمل الصليب:
الصليب يرتبط بالعار والألم والموت، ونحن الذين آمنا بالرب يسوع يجب أن يكون لدينا الاستعداد أن نحمل الصليب كل يوم، فها قول الرب «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني» (لوقا9: 23)؛ لقد كان بولس لديه الاستعداد ليس فقط أن يُربط بالقيود بل أن يموت أيضاً لأجل اسم الرب يسوع (أعمال 21: 13)، وقال أيضاً «إني بافتخاركم الذي لي في يسوع المسيح ربنا أموت كل يوم» (1كورنثوس15: 31).
9- خدمة الرب:
ذُكر في 1أخبار الأيام 16: 37 أن داود ترك آساف واخوته ليخدموا أمام التابوت دائماً خدمة كل يوم بيومها، والرب يريدنا أن نخدمه وأن نتعب من أجله، ولا بد أنه سيكافئ كل من يخدمه بأمانة والتحريض لنا «مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» (1كورنثوس 15: 58).
10- الواعظ:
يقول كاتب العبرانيين «عظوا أنفسكم كل يوم » (عبرانين3: 13) أي شجعوا بعضكم البعض على الثبات في المسيح بعزم القلب، مستخدمين كلمة الله الحية الفعالة، لأن هناك مخاطر كثيرة واغراءات وشرور محيطة بنا، والمؤمنون بالمسيح هم جسد واحد ويحتاجون الواحد للآخر، لذلك ليقم كل مؤمن بدوره في تعضيد وبناء الآخر، إما بزيارة لمريض متألم أو صلاة لآخر في ضيق أو تجربة، أو في اجتماعنا معاً إلى اسم الرب وهو حاضر في الوسط. ويقول بولس لتيموثاوس «إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم» (1تيموثاوس4: 13).
11- الإهتمام بالعمل الرعوي:
كان بولس خادماً أمينا للمسيح، فكان يهتم بقطيع الرب باستمرار، فكان يذهب ويفتقد إخوته في كل مدينة نادى فيها بكلمة الرب، وكان يرسل لهم الرسائل ليشرح لهم الحق والتعليم الصحيح، وكذلك يشجعهم للثبات في المسيح، لذلك كان قوله «التراكم عليَّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس» (2كورنثوس 11: 28). كان كل يوم بل ليلاً ونهاراً يهتم بسلامة قطيع المسيح الغالي على قلبه. وكذلك مردخاي كان يذهب يوماً فيوماً ليستعلم عن سلامة أستير وعما يُصنع لها (أستير2: 11). لذلك ليعطنا الرب أن نهتم بعضنا ببعض ونستعلم عن سلامة الآخرين. وقال الرب لبطرس «أتحبني... أرع خرافي... أرع غنمي».
12- التبشير والتعليم:
النفوس من حولنا تهلك جوعاً وتحتاج لكلمة الإنجيل لكي تؤمن فتخلُص، ثم بعد الإيمان تحتاج إلى التعليم وهذا ما فعله الرسُل إذ كانوا «كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح» (أعمال 5: 42) وكذلك بولس الرسول عندما كان في مدينة أثينا كان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين والذين يصادفونه في السوق كل يوم، ثم في مدينة أفسس أفرز التلاميذ محاجاً كل يوم في مدرسة (أعمال 17: 17؛ 19: 9). ليعطنا الرب أن نبشر من يوم إلى يوم بخلاصه.