لنتأمل الآن في مخلوقات الله العجيبة التي تدب على الأرض والتي خلقها الله في اليوم السادس. وأول ما نقرأ عنه في الكتاب المقدس هو الحية فى تكوين3: 1 «وكانت الحية أحيل جميع حيونات البرية التى عملها الرب الإله».
والحية هي إحدى الزحافات ذات الأجسام الطويلة والتي ليس لها أرجل وهذا تتميمًا لقضاء الله بعد حادثة سقوط الإنسان «على بطنك تسعين وترابا» تاكلين كل أيام حياتك» (تكوين3: 14). وهي تعيش في معظم مناطق العالم وخاصة في المناطق الاستوائية. ويختلف طولها من بضعة سنتميترات إلى عشرة أمتار ومنها السام جدًا والمفترس، وهي المسئوله عن موت أعداد كبيرة من الحيوانات والإنسان. فلا عجب أن يشبَّه إبليس بالحية فنقرأ القول «طرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان» (رؤيا12: 9).
وجسم الحية الكبيرة يحتوى على عضلات ربما أكثر من بقية الحيوانات ذات العمود الفقري. وقد تشكلت أعضائها الداخلية لتلائم ذلك. فمثلاً الرئه اليسرى صغيرةوغير موجودة فى البعض منها، والرئه اليمنى تمتد فى الجسم وقد تكون بطول الجسم كله. وعينيها مغطاتين بطبقة شفافة تحميها من الأتربة والأقذار. وبالرغم من أنه ليس لها طبلة أذن للاستماع إلا أنها تعتمد على حساسية جسمها لاكتشاف الذبذبات الأرضية وتعتمد على النظر والشم لتميز فريستها. وليس من الغريب أن يوجِّه الرب يسوع أنظارنا لنتعلم الحكمة من الحية بالقول «كونوا حكماء كالحيات» (متى10: 16)؛ فالحية تستعمل حيل كثيرة للوصول إلى فريستها،وعندئذ تضربها بجسمها حتى تموت ثم تأكلها، أو قد تنشب بأسنانها فيها وتبث فيها السم المميت. وإذا كانت الفريسة ضخمة تلتف حولها بجسمها المليء بالعضلات وتضغط عليها حتى تفقدها وعيها ثم تقوم بافتراسها. أ ليس هذا ما يفعله إبليس مع الإنسان منذ البدء، وقد أظهر عظم عداوته للإنسان عند ولادة الرب يسوع فنقرأ فى رؤيا 12: 4 «والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها».
وتستطيع الحية ابتلاع حيوانات كبيرة الحجم مرة واحدة بدون مضغها، لأن فكها مفكوك تمامًا ومتّصل بالجمجمة بقطعة وصل مرنة. وباستعمال أسنانها الخلفية يمكنها البدء فى أكل فريستها لمدد طويلة جدًا، وأثناء ذلك تتنفس عن طريق أنبوب صغير تدفعه للأمام داخل الفم. ولكن إن كانت هذه قوة إبليس فلنا الوعد العظيم من فم الرب «ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شيء» (لوقا10: 19). وقريبًا جدًا سيتحقق الوعد «وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا» (رومية16: 20).