الله ظهر في الجسد

لا شك أن كل تلميذ للكتاب المقدس يؤمن تمامًا أن «الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16). ولكن أي الأقانيم هو الذي ظهر في الجسد؟ يقول الكتاب المقدس «ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه..» (غلاطية 4: 4)
وهذا يُرينا أن أقنوم الآب لم يتجسد وكذلك أقنوم الروح القدس. ولكن أقنوم الابن هو الذي «أخلى نفسه .. وُجد في الهيئة كإنسان» (فيلبى 2: 7-8).
وإن كان الرسول يوحنا يؤكد في افتتاحية إنجيله على لاهوت ربنا يسوع المسيح لكنه يؤكد في افتتاحية رسالته الأولى على تجسده وظهوره في الجسد قائلًا «الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا» (يوحنا الأولى 1: 1). فيوحنا مع بقية التلاميذ يؤكدون أنهم سمعوا أقوال الرب يسوع عندما كان بالجسد في أرضنا ويؤكدون أنهم رأوه عن قُرب وتأملوا فيه وأيضًا لمسوه. فالرب يسوع الابن الأزلي تجسد وكان له جسد حقيقى، لكن «بلا خطية» .

فالمسيح ليس إنسانًا ألَّهه المسيحيون ولكن هو الله الذي تنازل ليصير إنسانًا . والآن تعالوا بنا إلى الأناجيل والتي تحكي لنا عن حياة ربنا يسوع المسيح لنرى أنه الله الظاهر في الجسد .

(1) لم يكن يملك نقودًا ولا حتى درهمين مما يدل على أنه إنسان فقير (اقرأ إنجيل متى 17: 24-28) لكنه يقول لبطرس: اذهب إلى البحر وألقِ صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خُذها ومتى فتحت فاها تجد إستارًا فخذه وأعطهم عني وعنك (وهذا يُرينا سلطانه على سمك البحر وبالتالي لاهوته).

(2) نراه ينام في مؤخر السفينة نتيجة للمجهود الذي بذله في الخدمة وهذا يُرينا ناسوته (أي أنه إنسان) ولكن عندما هبّت الريح وكانت الأمواج تضرب السفينة أيقظوه من النوم فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكُت ! اِبكم !. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وهذا يُرينا سلطانه على البحر ولاهوته (اقرأ إنجيل مرقس 4: 35-41).

(3) نراه عند قبر لعازر يبكي وهذا يُرينا شخصه كإنسان مملوء قلبه بالحنان والمحبة. ولكنه يُنادي لعازر الميت والذي أنتن لأن له أربعة أيام فيخرج الميت من القبر، وهذا يُرينا سلطانه على الموت ولاهوته (اقرأ إنجيل يوحنا 11: 1-44).

(4) نراه كإنسان يتعب من السفر ويجلس على البئر (إنجيل يوحنا 4: 6) لكنه كالله يكشف للمرأة السامرية تاريخها الماضي دون أن يُخبره أحد (إنجيل يوحنا 4: 18) حتى أنها تركت جرتها وذهبت إلى المدينة وقالت للناس «هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح» (يوحنا 4: 29) لقد رأت أمامها إنسانًا مُتعبًا جالسًا على البئر طالبًا أن يشرب لأنه عطشان. لكنه في نفس الوقت قال لها كل ما فعلت . أخي وصديقي دعنا نهتف معًا قائلين كما قال السامريون عندما آمنوا به بسبب كلامه «نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم» (يوحنا 4: 42).

(5) نراه كإنسان يجوع (إنجيل متى 21: 18) ولكنه يُطعم نحو 5000 خمسة آلاف شخص ماعدا النساء والأولاد (إنجيل متى 14: 14-21). ويولم وليمة أخرى لـ4000 أربعة آلاف شخص ماعدا النساء والأطفال (إنجيل متى 15: 32-39).

(6) نسمعه يقول في إنجيل يوحنا «أبي أعظم مني» (يوحنا 14: 28). وهذا يُرينا ناسوته ولكنه يقول أيضًا في نفس الإنجيل ص 10: 30 «أنا والآب واحد» وهذا يُرينا لاهوته ومساواته التامة للآب .

(7) يُقبض عليه كإنسان مُتهم ولكنه يُبرئ أذن ملخس المقطوعة دون إجراء عملية جراحية ودون استخدام أية أدوات طبية. ويقول لنا لوقا وهو طبيب أنه «لمس أذنه وأبرأها» (إنجيل لوقا 22: 51).

والشيء العجيب أن إنجيل مرقس الذي يقدم لنا الرب يسوع المسيح كالخادم المثالي والعبد الكامل يُفتتح بالقول «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله» (مرقس 1: 1) وذلك لئلا ننسى - ونحن نتأمل في خدمته وأتعابه الكثيرة - أنه ابن الله الظاهر في الجسد. وفي هذا الإنجيل نرى شهادتين من الآب عن الرب يسوع المسيح أنه ابن الله.

الأولى
في ص 1: 9-11 عندما إعتمد الرب من يوحنا المعمدان في نهر الأردن .. كان صوت من السموات «أنت ابني الحبيب الذي به سُررت» .

الثانية في ص 9: 2-8 عندما طلب بطرس من الرب يسوع وهم على الجبل قائلًا «يا سيدي جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة» ... فجاء صوت من السحابة قائلاً «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا» .

ونرى أيضًا في هذا الإنجيل شهادتين من الأرواح النجسة على أنه ابن الله
. الأولى ص 3: 11 عندما نظرته الأرواح النجسة خرَّت له وصرخت قائلة «أنك ابن الله» .
الثانية ص 5: 7 عندما رأى المجنون، الذي به أرواح نجسة، الرب يسوع صرخ بصوت عظيم وقال «ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي» .

ونرى أيضًا في هذا الإنجيل شهادتين في حوادث محاكمة الرب يسوع وصلبه على أنه ابن الله. الأولى ص 14: 61-63 عندما سأل رئيس الكهنة الرب يسوع وقال له: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: «أنا هو». الثانية ص 15: 39 عندما رأى قائد المئة الواقف مقابل المسيح المصلوب أنه صرخ وأسلم الروح قال «حقًا كان هذا الإنسان ابن الله» . أصدقائي : لندرس معجزات المسيح واحدة واحدة فهي كُتبت لنؤمن أن يسوع هو المسيح ابن الله (إنجيل يوحنا 20: 31).