أشجار الكتاب المقدس

شجرة العنب . وهي أول شجرة يذكر الكتاب المقدس أن إنسانًا قد زرعها حيث يذكر الكتاب أن نوحًا غرس كرمًا (تكوين 9: 20). ولقد شُبّه بنو اسرائيل في العهد القديم بكرمة (إشعياء 5: 1-7 ؛ مزمور 80: 8؛ ..). وهذا معناه أن الله ينتظر ثمرًا حلوًا من المؤمنين به، (أي أعمالًا صالحة). لكن بالأسف هم لم يُثمروا إلا عنبًا رديئًا. وهذا معناه أن الإنسان بقوته لا يمكن إطلاقًا أن يُرضي الله.

لكن في العهد الجديد شبّه المسيح نفسه بالكرمة، والمؤمنين بالأغصان (يوحنا 15: 1-5). فنحن يمكننا أن نُثمر للرب الثمر اللذيذ، لكن ليس بقوتنا، بل بثباتنا في المسيح. فبعلاقتنا الشخصية واليومية مع المسيح يمكننا أن نعمل ما يُسِّر قلبه.
وتتميز أرض كنعان بالكروم فهي أحد أشهر سبعة محاصيل للأرض (تثنية 8: 8). والجواسيس الذين أرسلهم موسى لتجسس الأرض عادوا بعنقود ضخم من العنب لدرجة أن حمله اثنان. وقد يصل وزن عنقود العنب الذي ينتج في فلسطين إلى خمسة كيلوجرامات. وأكبر عنقود عنب يذكره التاريخ نتج من كرمة في سورية كان وزنه حوالي 9 كجم حمله أربعة أشخاص، كل رجلين بالتبادل وأُرسل هدية من دوق بورتلاند إلى ماركيز بروكنجهام بانجلترا.
وكان قديمًا يتم عصر العنب بدوسه بالأرجل في معاصر، وكان يقترن ذلك بصيحات الهتاف. فاتُخذ ذلك تصويرًا لسحق الأعداء في المستقبل حيث سيجعل الله أعداء المسيح موطئًا لقدميه.
  *  *  *  *

اللوز
وهو اسم الشجرة وثمرتها. والثمر نوعان: لذيذ ومُرّ . والشجرة يبلغ طولها 5-7 أمتار.
ويُسمَّى اللوز بالعبري «شافيد» ويعني (الساهر أو المستيقظ - أنظر إرميا 1: 12). وسُمي كذلك لأن شجرة اللوز تُزهر قبل غيرها من الأشجار (أواخر يناير أو أوائل فبراير) وكأنها تستيقظ من سُبات الشتاء قبل غيرها. ولهذا السبب اعتُبر اللوز في الكتاب المقدس صورة لقيامة المسيح من الأموات إذ قام المسيح بكر الراقدين وباكورتهم (1كورنثوس 15: 20؛ كولوسى 1: 18)، وأول قيامة الأموات (أعمال 26: 23). كما أنه قام باكرًا جدًا (يوحنا 20: 1). 


*  *  *  *
النخل
شجر مُثمر، ينمو عادة في المناطق الحارة حتى الصحراوي منها. وينبت ببطء ولكن بثبات، إذ قد تظل الشجرة 6 أو 7 سنوات دون حمل. لكنها بعد ذلك تُثمر لمئات السنين. ولو أن أفضل إنتاج لها من 30 إلى 100 سنة. ومتوسط إنتاج النخلة 100 كجم سنويًا من الثمر الحلو. وترتفع النخلة عن الأرض من 5-15 مترًا (وقد تصل أحيانًا إلى 30 مترًا). ولها ساق مستقيمة منتظمة القطر. ونظرًا لارتفاع النخلة على ما حولها، اعتُبر سعف النخل صورة للإنتصار. ولعلنا نذكر كيف استقبلت الجموع المسيح عند دخوله الإنتصاري إلى أورشليم بسعف النخل (يوحنا 12: 13).

ولقد ورد النخل في الكتاب المقدس في مناسبات كثيرة، ومن أهم الإشارات إليه قول المزمور «الصديق كالنخلة يزهو». والمُشابهة بين المؤمن وبين النخلة كثيرة منها :-

1 - الإثمار رغم الجفاف المُحيط لأنها تضرب جذورها عميقًا في التربة. والمؤمن بشركته العميقة مع الرب يُثمر في كل الأوقات.
2 - استقامة النخلة. وهو ما يميز المؤمن أيضًا.
3 - الإتفاع إلى أعلى «إن كنتم قد قُمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق» (كولوسي 3: 1). ومن أعاليها تتطلع النخلة إلى العالم تحتها.
4 - حماها الله من أسفل بغلاف سميك وخشن. وهكذا الله يحمى المؤمن من المؤثرات الضارة حوله.
5 - منظرها مُبهج وسط صحراء الحياة، وثمرها مُنعش للمسافر (أنظر رحلة بني اسرائيل في البرية - سفر الخروج 15: 27).
6 - في ترفعها تُقابل الإساءة بالإحسان. تقذفها بالحجر الموجع فترد بالثمر الحلو.

كن كالنخيلِ عن الأحقادِ مرتفعًا
تُرمى بحجر فترمي أطيب الثمرِ