1- كاتبه: كتبه ناثان النبي وجاد الرائي كما نفهم من 1أخبار29: 29،30
2- موضوعه: السفر كله خصّصه الروح القدس ليسجِّل لنا تاريخ حكم داود الملك، والذي استمر أربعون سنة. فهو يُفتتح بموت شاول الملك، ثم اعتلاء داود للعرش على مرحلتين: أولاً عندما مسحه سبط يهوذا ملكًا عليهم في حبرون لمدة سبعة سنين وستة أشهر، وبعدها مسحه بقية إسرائيل ملكًا عليهم في أورشليم لمدة ثلاثة وثلاثين سنة (5: 4، 5). ثم في بقية السفر يحكي لنا الكثير من الأحداث الجسام التي مرّت بها المملكة، وفي الوقت نفسه يكشف لنا الكثير عن داود كشخص؛ من جهة علاقته وشركته بالرب وأعماله وأخطائه وانتصاراته وانتكاساته.
3- أهميته: تنبع أهمية هذا السفر من أهمية موضوعه، ألا وهو داود كشخص وكملك، ولذا من المهم أن نشير إلى بعض جوانب أهمية هذه الشخصية العظيمة:
- هو الشخصية الأكثر ذكرًا في كل الكتاب المقدس، حيث يذكر 1085 مرة، بينما موسى - التالي له مباشرة - يُذكر 848 مرة. هذا بالإضافة إلى كونه من أحب الشخصيات لقلوب شعب الله في كل العصور.
- هو الرجل الوحيد الذي شُرِّف بشهادة الرب عنه بأنه «رجل حسب قلبي» (1صموئيل13: 14؛ أعمال13: 22).
- هو بطل الأمة الأشهر في الحروب وصاحب الانتصارات العريضة.
- هو المؤسس الحقيقي للمملكة في إسرائيل.
- هو الذي أرجع التابوت وأعاد العبادة الدينية لكل إسرائيل ووضع نظمها.
- هو شاعر الأمة الأشهر ومغنيها الحلو.
- هو من أشهر أواني الوحي، وصاحب أشهر سفر في الكتاب المقدس: سفر المزامير.
- نسله ظل يملك حتى سبي بابل، أي حوالي أربعة قرون. ومنه أتى من سيملك على كرسيه إلى الأبد.
- هو الوحيد في كل ملوك يهوذا الذي وُلد في بيت لحم. .كالمسيح.
- فوق الكل، وأعظم من كل ما سبق؛ منه أتى المسيح، والذي من أسمائه «ابن داود»، بل وهو يقول عن نفسه: «أنا أصل وذرية داود» (رؤيا22: 16).
4- تميّزه:
- من أروع أسفار الكتاب التي تكشف وتصوِّر، بصدق مطلق، حياة البشر كما هي بالحقيقة، كشعوب، وكعائلات، وكأفراد. فالأحداث التي سجّلها هذا السفر عن: داود وأبنير ويوآب وبثشبع وأمنون وثامار وأبشالوم واخيتوفل وشبع؛ ترينا، بصورة قوية للغاية، غرائز الناس ونوازعهم ودوافعهم. فترينا: الجحود والقسوة وحب السلطة والغدر والخيانة والانتقام، كما تبرز بقوة دور الجنس ومآسيه في حياة البشر بعد السقوط، أي أنه سفر يُرينا الإنسان كما هو. لكنه في نفس الوقت يكشف بصورة بديعة للغاية الله كما هو فعلاً، في محبته ونعمته وأمانته لمواعيده، وفي نفس الوقت قداسته وشدّته، بل وصرامته. وعلى الرغم من أن هذا السفر يُظهر بشدة فساد الإنسان إلا أنه يُظهر أيضًا، من خلال مواقف كثيرة، أمورًا عظيمة استطاعت نعمة الله أن تعملها في الإنسان وبه.
- هو السفر الذي يعلن بوضوح مسألة الوحي، وأن روح الله كان هو المتكلم في داود (23: 1-3).
- هو أول سفر يشير إلى الملك بأنه راعي (5: 2).
- هو السفر الذي يرينا بداية أشهر مدينة في كل التاريخ: أورشليم. فيرينا كيف صارت عاصمة للمملكة ومدينة الملك العظيم (5: 6-10).
5- أقسامه: م من السهل تقسيم هذا السفر، فهو 24 أصحاحًا، وينقسم إلى قسمين متساويين 12و12. القسم الأول كله انتصارات، ومدّته حوالي عشرون سنة، إلا أنه انتهى للأسف بخطية داود الشنعاء؛ فجاء القسم الثاني كله انتكاسات، ومدته أيضًا عشرون سنة. وهكذا دائمًا؛ الخطية كانت وستظل هي نقطة التحول من الانتصارات إلى الانتكاسات. ولذا يمكننا أن نعطي السفر هذا العنوان: «انتصارات تنقلب انتكاسات بسبب الخطية»
أولاً: انتصارات داود ص1-10
ص1- 4 داود ملك في حبرون على يهوذا سبع سنوات وستة أشهر: انتصارات داخلية على بيت شاول «داود يذهب يتقوى وبيت شاول يذهب يضعف» (3: 1).
ص5- 10 داود ملك في أورشليم على كل إسرائيل 13 سنة: انتصارات خارجية على كل الأعداء حوله «وكان داود يتزايد متعظمًا والرب إله الجنود معه» (5: 10)، «وأراحه الرب من كل الجهات من جميع أعدائه حوله» (7: 1).
ثانيًا: خطية داود ص11و12
ثالثًا: انتكاسات داود ص 13- 24
عشرون سنة «والآن لا يفارق السيف بيتك» (12: 10).
ص13- 19 انتكاساته بين عائلته: من خطية أمنون إلى ثورة أبشالوم
ص20- 24 انانتكاساته بين شعبه: من تمرد شبع بن بكري وحتى الوبأ في الشعب كله
6- غرضه: بالإضافة للغرض التعليمي، وهو تقديم تاريخ داود الملك، كشخص، وكرمز للمسيح العتيد أن يملك على شعبه عن قريب والذي سيؤسس ملكوته بالقوة والبر وسيملك بالمجد؛ يقدِّم لنا السفر دروسًا عملية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
- صبر داود أكثر من سبع سنوات في انتظار أن يحقِّق له الرب وعده القديم بالمُلك، ولم يستعجل ولم يحاول أن يُمَلِّك نفسه، وكم كان هذا رائعًا. وكم نحتاج نحن أن نتعلم الصبر وانتظار الله وعدم اللجوء لوسائلنا البشرية لتحقيق مواعيد الله لنا.
- الخطية لها عقاب ولها أيضًا نتائج، وبالحصول على الغفران ننجو من عقابها، لكن هذا لا يمنع أن نتائجها قد تظل تلاحقنا؛ لذلك علينا أن نتذكر دائمًا أن الخطية مكلِّفة جدًا، وأن العار والدمار أمران يلازمان فعلها؛ لأي شخص، في أي عصر، وفي أي مكان، ولا سيما الخطايا الجنسية. وهاك بعض الأمثلة التي يقدمها هذا السفر:
أ- شاول الذي عفا عن عماليق وقتل كهنة الرب، قتله رجل عماليقي (1: 8-10)
ب- أبنير الذي حارب داود سبعة سنين، وهو يعلم فكر الرب من نحو داود (3: 9، 18)، مات بخطيته على الرغم من محاولة داود استحيائه.
ج- داود، بعد أن زنى وقتل، ظل بقية عمره يحصد، على الرغم من نقل خطيته عنه. وإن كان حصاد داود يخيفنا، لكن دعونا لا ننسى أن وضع داود مختلف عنا من جوانب كثيرة، فكم واحد منا له حجم وثقل ومسئولية داود؟ فعلى قدر ما تزداد الامتيازات تزداد المسئولية ويزداد أيضًا الحصاد (12: 7-15).
د- أمنون الذي قتل أخته أدبيًا باغتصابها عنوة؛ مات قتيلاً (13: 28).
هـ- أبشالوم الذي قتل أخاه وتمرد على أبيه. مات قتيلا معلَّقًا من شعره الذي كان يتباهى به (18: 14).
3- هو أكثر سفر يظهر أخطاء داود، لكنه في نفس الوقت هو أكثر سفر يرينا داود في شركة مع الرب (انظر مثلاً: 2: 1؛ 5: 3؛ 6: 16، 21؛ 7: 18؛ 8: 6، 14؛ 12: 16؛ 22: 1 ). وهذا ليعلمنا أن الطبيعة الجديدة في المؤمن لا تستغني أبدًا عن الشركة مع الله، كما يعلمنا أيضًا أنه حتى إن أخطأنا، علينا ألا نفشل، بل لنسرع بالتوبة الحقيقية الصادقة للرب، وهو يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.
7- تواريخ وأرقام:
- السفر 24 أصحاحًا و695 عددًا. يمكن قراءته في ساعة وربع.
- داود مُسح ملكًا وعمره 15 سنة تقريبًا، وملك وعمره ثلاثون سنة، ومات وعمره سبعون سنة تقريبًا.
- ذُكر اسم داود في كل الكتاب بعهديه 1085، منهم 58 مرة في العهد الجديد و277 في صموئيل الأول و268 في صموئيل الثاني
- داود ولد سنة 1085ق.م، وملك سنة 1055ق.م، ورقد سنة 1015ق.م تقريبًا.