منذ مدة سنوات، في أحد المؤتمرات الروحية، المنعقد على شاطئ البحيرات المُرّة. كنت واقفًا ليلاً ألاحظ الأضواء الخضراء والحمراء، العائمة علي سطح الماء، والتي تصطف طوليًا لتحدّد مسار السفن التي تعبر قناة السويس ليلاً.
قلت لأحد الأحباء الواقفين معي: إنها تشبه الأضواء الموجودة علي أرضية المطارات لتحدد مسار الطائرات عند صعودها أو هبوطها ليلاً. فقال: نعم. وقد حدث ذات مرة أن طيارًا حديثًا كان يريد الهبوط في المطار المجاور، ولكنه رأى هذه الأنوار العائمة علي سطح مياه القناة، فظنّها أنوار أرضية المطار، لأنها كانت أقوى، فهبط بطائرته في الماء فغرقت ومات هو في الحال.
عزيزي القارئ.. أليس هذا هو نفس ما يحدث للكثيرين أيضا؟ فالكتاب المقدس يقول في سفر الأمثال(أصحاح14: 12،16: 25) «توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت». فالكثيرون يختارون لأنفسهم طرقًا يظنون أنها آمنة ستؤدي بهم إلي نهاية مريحة عندما تهبط بهم طائرة الحياة. قد يُطمئن الواحد نفسه بالكنيسة التي يذهب إليها، أو الطائفة التي ينتسب إليها، أو بالأخلاق التي يتحلى بها، أو بالأعمال الصالحة التي لا تخلو حياته منها. والبعض الآخر قد يهدّئ مخاوفه بأنه، رغم نزواته الجامحة وشروره الفاضحة، إلا أن الطريق التي يسلك فيها، هي نفس الطريق التي يسلك فيها الملايين، وأنه ليس من المعقول أن هؤلاء الملاين جميعهم سيهلكون؟! ولكن ماذا يقول الرب يسوع؟ «واسع الباب، ورحب الطريق الذي يؤدي إلي الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه» (متى7: 13).
إذًا، يبقى سؤال يفرض نفسه في النهاية: تُري ما هو الطريق الآمن المضمون؟
الإجابة أيضًا قالها الرب يسوع في إنجيل يوحنا (14: 6) عندما سأله أحد تلاميذه: كيف نقدر أن نعرف الطريق؟ فأجابه قائلاً: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي».
فهل وجدت أنت أيضًا هذا الطريق الوحيد؟ إنه ليس «طريقًا» من طرق كثيرة، ولكنه «الطريق» الوحيد الذي بالإيمان القلبي به تضمن الحياة والسماء.