عمل الطبيب هو أن يساعد شخصًا على التخلُّص من عِلة: في جسده (مرض أو جرح أو كسر)، أو في نفسه؛ مستخدِمًا ما يناسب من وصفات، مثل: البلسان (إرميا 8: 22)، والزيت والخمر (لوقا10: 34).
ومهنة الطب كانت معروفة من أيام قدماء المصريين، حين كانت مهمتهم تمتد أيضًا إلى الحفاظ على الجسد من الفساد بعد الموت بالتحنيط (تكوين50: 2). ونعرف أن لوقا (كاتب إنجيل لوقا وأعمال الرسل، ورفيق بولس في كثير من رحلاته التبشيرية) كان طبيبًا (كولوسي4: 14). وربما أنه كان له تأثير على بولس وهو يكتب إرشادات طبية إلى تيموثاوس (1تيموثاوس5: 23).
على أن مهمّة الطبيب ليست بالضرورة ناجحة، فيخبرنا الكتاب عن امرأة تعذّبت كثيرًا من نزيف استمر 12 سنة، لكن بكل أسف نسمع شهادة الطبيب لوقا عن حالتها «أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تُشفَى من أحد» (لوقا8: 43). لكنها بلمسة إيمان للطبيب الأعظم، نالت قوته فبرئت، بل وسمعت القول العذب من فمه الكريم «اذهبي بسلام» (مرقس5: 25-34).
هل تعرف المرض العضال الذي يضرب كل كيان الإنسان بالفساد؟
إنه الخطية؛ لقد أصابت العين فضربتها بالنظرات النجسة، وأصابت اللسان فجعلته يقذف أبشع السباب والحلف والكلام الباطل، وأصابت القدمين بداء السير المعوج، واليدين بالأعمال الردية، والعقل بالإفكار الشريرة… بالإجمال لقد ضربت الجسم كله بالعطب (اقرأ إشعياء1).
لكن أبشِر.. فهناك طبيب وحيد، في يديه الشفاء الكامل والمضمون من هذا الداء، فقط صرخة إليه بالإيمان تكفي.
هل تشعر بالمرض قد تمكّن منك؟ هيا إليه الآن بالتوبة، فلقد أتى لمثلك وليس لمَن يظن أنه لم يُضرَب بداء الخطية. اسمعه يقول: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خطاة الى التوبة» (مرقس 2: 17). هيا إليه فقد جاء خصيصًا إليك.