آه عندما يختفي أحدنا ونبحث عنه في كل مكان محاولين أن نجده أو نعرف سر اختفائه… لكن ستأتي لحظة، قريبًا جدًا، سيختفي فيها عدد كبير من الناس، قد يكون بعضهم يقودون سياراتهم وبعضهم الآخر يقودون طائرات أو قطارات… ويا للكارثة!... حوادث في كل مكان؛ والسبب اختفاء عدد ليس بقليل من الناس… وستكون الأخبار الرئيسية في جميع إذاعات العالم وجرائده، على شاكلة ما يأتي:
- اختفاء أسر بأكملها.
- اختفاء كثيرون رغم بقاء ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية.
- الشلل يصيب كل نواحي الحياة، حيث تبين اختفاء أُناس من جميع طبقات المجتمع: مهندسون، أطباء، محاسبون، محامون، أساتذة، عمال مصانع، مزارعون…
- بلاغات بالجملة في أقسام الشرطة، ليس في بلادنا فقط، لكن في جميع أنحاء العالم.
- العلماء يبحثون سر هذا اللغز المُحيّر ويحاولون الوصول للحقيقة. - البعض يسمي هذا الاختفاء بالاختطاف.
- البعض يقول إن الإله أتى وأخذ الصالحين وترك الطالحين.
- المُلفت للنظر أن لحظة الاختفاء واحدة في جميع أنحاء المسكونة.
- كثيرون يهرعون ويُسرعون إلي الكنائس. قاعات الكنائس تمتلئ عن آخرها بالناس وعلى وجوههم الرعب والفزع، وجميعهم يرددون عبارة عجيبة وغريبة وغير مفهومة: «مفيش فايدة »!
- بعض المسيحيين يبكون بحُرقة على من اختفوا ويقولون : «ضاعت الفرصة إلى الأبد ».
- في حديث مع أحد المسيحيين أخذ يؤنب نفسه ويقول : «آه.. كم سمعت من التحذير بعدم التأجيل وقال أيضًا : لم أكن شريرًا جدًا لكنني كنت أؤجل موضوع التوبة والإيمان».
- أزواج يبكون لأنهم لم يؤخذوا مع زوجاتهم، وزوجات يبكين لأنهن لم يُؤخذن مع أزواجهن.
- بعض المستشفيات أعلنت أن بعض المرضى اختفوا تاركين ملابسهم ومتعلقاتهم وأدواتهم على أسرّتهم, ولم يُوجدوا مع أنهم لا يستطيعوا بمفردهم أن يمشوا. وبعض المستشفيات الأخرى أعلنت اختفاء بعض الأطباء أثناء إجرائهم عمليات جراحية أمام زملائهم من الأطباء والممرضين.
- أصحاب محلات تجارية مشهودًا عنهم بالأمانة والنزاهة، سواء في تعاملهم مع العملاء أو مصلحة الضرائب، اختفوا مع عائلاتهم تاركين محلاتهم للنهب والسلب.
أحبائي… ستجتاح العالم فوضى مرعبة من جرّاء هذا الاختفاء.
اختفاء من آلاف السنين:
سبق أن حدث هذا الاختفاء على مستوى فرد واحد فقط، هو «أخنوخ» الذي نقرأ عنه «وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه» (تكوين5: 24). أيضًا يقول عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين «بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله» (عبرانيين11: 5).
والتعبير«لم يُوجد» يعني أنه قد فتش عنه كثيرون، سواء على الجبال أو في الوديان، ولم يعثروا عليه. وهكذا سيحدث، وبصورة أوسع جدًا، عندما يأتي الرب لاختطاف المؤمنين.
للقد وعدنا الرب يسوع بقوله «في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأُعِد لكم مكانًا وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليّ» (يوحنا14: 2،3). والرب قال أيضًا في سفر الرؤيا «أنا آتي سريعًا» (رؤيا3: 11؛ 22: 7،12،20).
كيف يحدث هذا لاختطاف؟
سيقوم الرب بنفسه، ومعه رئيس ملائكة، ويشق طريقه مجتازًا السماء الثالثة (الفردوس) وأيضًا السماء الثانية (سماء النجوم والكواكب، وهي ذلك الفضاء الشاسع الذي يحيط بالطبقة الهوائية)، وأيضًا السماء الأولى (سماء الطيور، وهي الغلاف الجوي الذي يحيط بالكرة الأرضية، وفيه تطير طيور السماء). وسيأتي الرب إلى هذا الهواء، بهتاف عظيم، مصحوبًا بأمر بالتجمع للمؤمنين، أموات وأحياء، من كنيسته الغالية على قلبه. وهنا لا بد أننا نحن الأحياء نتغيّر «هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير. فى لحظة فى طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبَّوق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير» (1كورنثوس 15: 51، 52).
تغيير عظيم وهائل
ما أعظم هذا التغيير، فلن يكون للجاذبية الأرضية قوة علينا على الإطلاق، بل ستكون الجاذبية سماوية، ويتضمن هذا التغيير تغيير الطبيعة المولودين بها «فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضًا ننتظر مخلّصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء» (فيلبي3: 20، 21).
لقاء ليس بعده افتراق
سنتقابل مع الرب، وسنجتمع معه اجتماعًا عظيمًا ورائعًا جدًا في الهواء، فلن يتأخر أو يتغيب واحد من المؤمنين الحقيقيين، بل سنجد أنفسنا، في أقل من الثانية، في هذا الاجتماع. ولن يُعيق مؤمن أيّة حواجز ولو تعدّدت أسقف البناية التي يسكن فيها.
حقًا ما أعظمه لقاء لن يعقبه افتراق، حيث نوجد مع الرب كل حين!
أخي.. أختي.. قد تأتي هذه اللحظة الآن، فهل أنت مستعد لها؟
هل احتميت في المسيح؟
هل رجعت إليه بالتوبة؟
هل وثقت فيه؟