الصادو سندر سنج، خادم المسيح الأمين، والذي خدم الرب في بلاد الهند، في أوائل القرن الماضي، كتب هذه الحادثة، التي رآها أثناء تجواله في خدمة الرب، في جبال الهميالايا، فقال:
في عام1921 شبت النار في غابة على سفوح الهيمالايا. وفي الوقت الذي كان فيه معظم الناس يبذلون جهدهم لمحاولة إطفائها، لاحظت جماعة منهم وقد تثبتت أنظارهم على شجرة مُعيّنة، فسألتهم: ما الذي يسترعي انتباهكم؟. أشاروا إلى عش ملآن بالعصافير الصغيرة كانت النار تزحف إليه بسرعة من خلال الأغصان المشتعلة، وفوق العش كانت أم العصافير ترفرف هنا وهناك في قلق بالغ، كأنما تطلب النجدة.
قال أحدهم: وددنا لو استطعنا أن ننقذ هذه العصافير، ولكن من يستطيع أن يقترب من هذه النيران المشتعلة. وبعد ثوان معدودة وصلت النار إلى العش، واشتعلت فيه، فقلت في نفسي: لا بد وأن الأم ستنجو بنفسها. ولكن لشدة دهشتي رأيتها تهبط طائرة إلى صغارها، وتحيطهم بجناحيها، وبعد دقيقة واحدة كان العش بما فيه قد تحول إلى رماد. كانت هذه هي المرة الأولي التي أشاهد فيها شيئًا كهذا.
وقلت لمن حولي: ألا نمتلئ دهشة أمام هذه المحبة العجيبة التي ملأت هذا القلب الصغير جدًا لذلك الطائر الضعيف نحو صغاره؟! ولكن تأملوا كم تكون محبة ذاك الذي غرس مثل هذه المحبة المُضحية في مخلوقاته، إنها المحبة العظمى المُضحّية غير المحدودة، التي أتت بالرب يسوع المسيح من سماء المجد إلى عالمنا، ليصبح بشرًا مثلنا، ويبذل نفسه عنا مائتًا فوق الصليب لكي يخلصنا من خطايانا وموتنا.
عزيزي القارئ.. إلى هنا انتهت القصة التي رواها سندر سنج، ولكن قصة تلك المحبة العجيبة لم ولن تنتهي، فهل قبلت الرب يسوع مخلِّصًا شخصيًا لك فتختبر محبته المضحية من أجلك، وتتمتع بغفرانه الكامل لخطاياك بموته على الصليب؟
«لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16).