كانا جارين وصديقين، كل يوم يرتديان الملابس نفسها، ويذهبان للمدرسة معًا. واستمر الحال إلى أن انتقل جون من الحي إلى بلدة أخرى وافترق الصديقان. وتمر الأيام ويصبح ديفد محاميًا بارعًا يدافع عن المظلومين ويرد للناس حقوقهم، أما جون فأصبح لصًا محترفًا يسلب الناس حقوقهم وأمانهم. ويسرق جون سرقة كبيرة ويذهب إلى المحكمة، وهناك يرى شخصًا محترمًا، يدقِّق في ملامحه.. نعم.. إنه يعرفه.. إنه صديق طفولتي إنه ديفيد، ولكنه يرتدي هذه المرة ثيابًا مختلفة عني، إنه يرتدي ثوب المحاماة الموقَّر وأنا أرتدي ثياب السجن، ولكن المهم إنه ديفيد صديقي. وبدأ ينادي ويرفع صوته «ديفيد.. ديفيد». التفت ديفد وعرف صديقه جون أقبل نحوه وتعانقا. قَبِل ديفيد أن يدافع عن جون بحكم صداقتهما وبعد إلحاح ووعود جون بأنها المرة الأخيرة بعدها سيتوب. وماهي إلا أيام قليلة ويفرج عن جون ويصبح حرًا طليقًا بفضل صديقه ديفيد
تمر الأيام ويكرر جون نفس السرقات ويدافع عنه ديفيد. إلى أن جاء اليوم الذي سرق فيه جون وقتل، وبدأ يبحث عن صديقه ديفيد ليدافع عنه، ذهب إلى منزله قالوا له إنه رحل، اتصل به تليفونيًا لقد تغير الرقم، حاول أن يجده لكن دون جدوى. ودنا يوم المحاكمة ودخل جون قفص الإتهام دون محامٍ. ساد القاعة صمت مهيب، ونادي الحاجب: «محكمة»، ليقف الجميع توقيرًا لهيئة المحكمة. هنا حدث ما لم يكن يتوقعه جون، إذ أن القاضي كان هو نفسه صديقه ديفيد المحامي. دق قلب جون فرحًا وابتهج بشدة، وبدأ ينادي القاضي. ولكن القاضي لم يلتفت إليه. وبدأ يعلو صوته: «يا ديفيد يا صديقي أنظر إليَّ أنا جون صديقك لقد كنا ندرس ونلهو معًا أنظر إلي». ولكن القاضي نظر له نظرة نارية وقال له: «نعم لقد كنت صديقك، ولقد كنت أدافع عنك بالأمس ومددت لك يد العون ووقفت بجانبك وحذرتك من طريقك، وأنت لم تسمع، ولكن اليوم الوضع مختلف، فأنا لست محاميك، أنا القاضي، ولا بد للعدل أن يأخذ مجراه ولا بد للمجرم أن ينال عقابه». وحكم عليه بالإعدام.
أخي .. أختي.. إن الرب يسوع المسيح هو حَمل الله الذي يرفع خطية العالم، وهو اليوم ينادي بيديه المثقوبتين «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»، فإن سمعت ولبّيت النداء يا لسعدك، ستتمتع به كالمحامي. وإن رفضت فستجده يومًا، وذا قريب، وبنفس اليدين التي بهما كان ينادي «تعالوا» سيشير «أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا وأذبحوهم قدامي» (لوقا19: 27). «اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الاسنان» (متى22: 13).
اغتنِم فرصة المسيح الفادي قبل أن تجد نفسك أمام المسيح الديان العادل؛ عندها لا رجاء.
اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول.