ويسمّى أيضًا الخزّاف· وهي مهنة عُرفت منذ القديم، والمُرجَّح أنها عُرفت أولاً في مصر القديمة· وهو الذي يصنع الأواني المنتجة من الطين·
والطين الموجود على السطح لا يصلح لعمل الفخاري، لكنه يحفر قليلاً ليستخرج الطين الصالح للعمل، وكانت المنطقة التي يستخرج منها الطين تُسمى «حقل الفخاري» (متى 27: 7 - وهو الحقل الذي اشتراه رؤساء الكهنة بالثلاثين من الفضة التي أعادها الخائن يهوذا - متى 27: 6-10 تتميمًا لنبوة زكريا11: 12 ،13)·
يترك الفخاري الطين بضعة أيام في الهواء، ثم يبلله بالماء، ويبدأ بعجنه ليتجانس، وذلك بأن يدوسه برجليه (إشعياء41: 25)· بعد ذلك يضعه على آلته الشهيرة "الدولاب" وهو عبارة عن قرص من الحجر موضوع على عمود من حديد متصل بآلية تسمح للفخاري أن يديره عن طريق إحدى رجليه، فيدور القرص الحجري بسرعة وفوقه كتلة الطين· يقوم الفخاري بتشكيلها عن طريق ضغطات أصابعه، وهذا يستلزم خبرة وفنًّا، ليخرج الإناء على الشكل الذي يريده· ثم يزيل أي زوائد في الإناء بواسطة آلة حادة· يترك الإناء قليلاً ثم يدخَله إلى فرن خاص ليُحرق فيه، ليخرج في صورتة النهائية، والتي يمكن استعمالها كأوانٍ للشرب (الجرار - تكوين 24: 14؛ قضاة 7: 16، الإبريق - إرميا 19: 1··· الخ)، أو لحفظ الطعام (الكوار 1ملوك17: 12)، أو طهيه (القدور - خروج11: 8) وغير ذلك الكثير· أما بالنسبة للأوعية الزخرفية، فيتم تلوينها بألوان خاصة، ثم تُعاد للفرن مرة أخرى·
والفخار في الكتاب المقدس يكلمنا عن ضعف الإنسان وعدم قدرته، فيقول عن الرافضين للمسيح أنه، في يوم غضبه، « مثل إناء خزّاف تكسّرهم» (مزمور2: 9)·
لكن عندما يختلط ضعف الإنسان بقوة الله نسمع القول «ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة للّه لا مِنَّا» (2كورنثوس4: 7؛ انظر أيضًا قضاة7: 16-25)·
وأهم ما يكلمنا عنه الفخاري، هو سلطان الله في تشكيل شخصياتنا وحياتنا رغم كوننا من طين، ليُخرج من كل واحد إناءً مفيدًا رغم فسادنا (اقرأ بتمعن إرميا18: 1-7)· فهل تسلم يا عزيزي ليدي ذاك الفخاري الحكيم ليشكِّل فيك حسب حكمته وقدرته، برغم كل ضعفك· هل تقول مع المرنم:
أُخضع ذاتي دون عنادِ |
|
|
لأصابعك تشكِّل فيَّ |
إن أتوجّع لن أتراجع |
|
|
فأنا اشتقت لعملك فيَّ |