خرج أحد الرحالة قديمًا في رحلة ليستكشف بقعة جديدة من الأرض. وفي تجواله وجد عين ماء لما تذوقه وجد أنه لم يتذوق ماء في مثل عذوبته. ولما زاد اعجابه بهذا الماء أصّر أن يأخذ بعضًا منه لملكه الذي يحبه. فملأ قربة من الجلد بهذا الماء وحملها متابعًا رحلة العودة إلى موطنه. وعند وصوله مدينته كان أول ما فعله أن أسرع إلى مليكه ليقدم له ما حمله إليه وهو يقص عليه القصة.
فتذوق الملك الماء بسرور مُبديًا امتنانًا عظيمًا للرحالة. ومضى الرجل سعيدًا لأنه أرضى ملكه.
وبعدما خرج من عند الملك تذوق بعض الموجودين الماء فوجدوا طعمه قد أصبح سيئًا بسبب الإناء الذي وضع فيه وبسبب طول الرحلة. فسألوا الملك كيف تذوق هذا الماء بإعجاب، فكان رَّد الملك : « لم أكن أتذوق الماء، بل كنت أتذوق محبة هذا الرجل التي دفعته أن يحمل الماء إلى هنا».
أن الرب يقيس ما نقدمه له بدوافع المحبة التي قدمت، لا بحجم ما قدمناه ولا بكفاءتنا في تقديمه. وأروع ما يتذوقه الرب منا هو محبة القلب .
«إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقارًا» (نشيد الأنشاد8: 7)