أعظم من موسى

سيظل ربّنا المعبود يسوع المسيح هو الأبرع جمالاً من بني البشر.. مهما كان ضياء ومجد الآخرين. فيكفي أن الكل من الأرض؛ حكماء وعلماء ملوك وأنبياء، أما الأعظم فقد أتى من السماء، من فوق لذا فهو فوق الجميع (يوحنا3: 31).

وشخصيتنا في هذا العدد يعترف بها ويجلّها الجميع، مهما اختلفت الأديان أو الألوان. شخص مكتوب عنه «كان عظيمًا جدًا» (خروج11: 3). إنه

موسى

صفاته الشخصية:

من أكثر الأسماء ذِكرًا في الكتاب المقدس (حوالي 800 مرة).

صاحب أشهر قصة في التاريخ وهي ضربات مصر وخروج بني إسرائيل وعبور البحر الأحمر والسير بالشعب 40 سنة في برية سيناء.

في مولده طُرح في البحر، وعند ما رأت ابنة فرعون أنه جميلاً جدًا اهتز قلبها وأخذته ابنًا له.

في تعليمه تهذّب بكل حكمة المصريين ونال كل الاهتمام ليكون أعظم علماء عصره.

وفي قدرته كان مقتدرًا في الأفعال والأقوال.

هذه الصفات لم تقوده للكبرياء بل كان أحلم جميع الناس الذين على الأرض.

وفوق كل هذا تفرّد بعلاقة خاصة بالله. فكان يتكلم معه فما لفم كما يكلم الرجل صاحبه.

أما الأعظم: فشهادته هي روح النبوة. فالعهد القديم يشير إليه كمن سيأتي، والعهد الجديد يتكلم عنه كمن أتى وأكمل العمل.

وماذا عن أعظم قصة حدثت تحت السماء وعبور المسيح الموت والدينونة على الصليب.

هو الحكمة، وفي حياته كان «يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» (لوقا2: 52).

وعن أعماله وأقواله، فعمل أعمالاً لم يفعلها أحد. وتكلم بما لم يتكلم به إنسان مثله.

ترفُّع عن الأمجاد الزمنية:

كان موسى عظيمًا عندما أمسك بالميزان، ووضع مصر بكل خزائنها وألقابها وأمجادها في كفَّة، وعار المسيح في الكفَّة الأخرى فرجحت أمامه. وكان عظيمًا عندما أبى أن يتمتع - وقتيًا - بالخطية مفضِلاً الذل مع شعب الله.

أما الأعظم: فقد رفض كل ممالك العالم ومجدها من يد الشيطان، وقَبِل عار الصليب وهو الرجل الذي لم يكن له أدنى علاقة بالخطية، ولكنه رأى المذلة بقضيب سخط الله (مراثي3: 1).

مشابهات ومفارقات:

أول عمل لموسى قتل إنسان (خروج2: 12)؛

والمسيح أخرج الروح النجس من إنسان (مرقس1: 25)

موسى حوَّل الماء - مصدر الحياة - إلى دم رمز الموت (خروج7: 20)؛

والمسيح حوَّل الماء إلى خمر - رمز الفرح (يوحنا2)

أول كلماته مع الله عندما أرسله لفرعون: من أنا حتى أذهب. وتوالت اعتذاراته حتى قال «أرسل بيد من تُرسل» (خروج3 ، 4).

أما المسيح فقدَّم نفسه لله بروح أزلي.. وقال هانذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله .. ولما أرسله في ملء الزمان قَبِل الإرسالية (عبرانيين9؛ 10؛ غلاطيه4).

أول كلمة قالها لفرعون: «يقول الرب..أطلق شعبي» (خروج5: 1).

أما المسيح فهو الذي نادى للمأسورين بالاطلاق (لوقا4: 18).

في حادثة العجل الذهب، غضب على الشعب، وكسّر لوحي الشهادة، وأمر بني لاوي فقتلوا ثلاثة آلاف نفس. ثم طلب من الرب الغفران لهم.

أما الأعظم، فنزل وشريعة الله في وسط أحشائه، وعلى الصليب احتمل غضب الله، وشرب كأس مريرة. وهو صاحب السلطان أن يغفر الخطاي.

مجد ومجد:

طلب موسى من الله أن يرى مجده (خروج33: 18) وفي كلامه مع الله صار جلد وجهه يلمع بمجد ولكنه زائل (2كورنثوس3: 13).

أما المسيح فهو بهاء مجد الله (عبرانيين1: 3)، وصاحب المجد الأزلي (يوحنا17: 5)، وعلى جبل التجلي كان مجده يشعّ من الداخل للخارج إذ أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور (متى17: 2).

حقًا ما أعظمه وما أمجده!

صديقي إن أتيت إليه سيُعظِّم العمل معك

وإن رفضته وفضّلت عليه آخر سيستقر عليك غضبه العظيم.