لماذا تكون كغريب في الأرض و كمسافر يميل لبيت
هذا سؤال وجَّهه شعب الله قديمًا له عندما وقعوا تحت ضيق شديد، فشعروا أن الله أصبح غريبًا عنهم، ولم يعُد يسكن في وسطهم كما قال لهم ذلك قديمًا وكما تمتعوا بذلك فعليًا «قد اخترت وقدّست هذا البيت ليكون اسمي فيه إلى الأبد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام» (2أخبار7: 16).
إنهم الآن يفتشون عليه فلا يجدونه، وحتى إذا تمتعوا بوجوده معهم فترة من الزمن سرعان ما يفقدوا تمتعهم به، ويشعرون كأنه مسافر أو غريب.
هل انتابك هذا الشعور أيضًا؟ هل تشعر أن الله غريب عنك؟ تفتش عليه ونادرًا ما تجده؟
دعونا نستعرض بعض الأسباب التي تقود لهذه الحالة:
1- الانتساب إلى الله بدون علاقة فعلية معه:
لقد دُعي الشعب قديمًا شعب الله ، لكنه عمليًا أصبح بعيدًا عنه، وسار وراء آلهة الشعوب الذين حولهم، لذلك خاطبهم الله بالقول «هل صار مثل هذا؟ هل بَدَلَت أمة آلهة وهي ليست آلهة. أما شعبي فقد بَدَل مجده بما لا ينفع... تركوني أنا ينبوع المياه الحية» (إرميا2: 10- 13).
ألا ينطبق ذلك على كثيرين اليوم؛ إنهم يُِدعَون مسيحيين لكنهم عمليًا يسيرون وراء أباطيل هذا العالم؟
2- إكرام الله بالشفتين أما القلب فمبتعد بعيدًا
بالرغم من حالة البعد التي كان فيها الشعب لكنهم كانوا يواظبون على مظاهر العبادة الخارجية! هل الله يهتم بالمظاهر الدينية الخارجية دون النظر إلى حالة القلب الداخلية؟ أ لم يقُل قديمًا بكل وضوح «هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش» (1صموئيل15: 22).
ألا ينطبق ذلك على كثيرين يهتمون بالمظاهر الدينية الخارجية لكن قلبهم مُبتعد بعيدًا عن الله؟
3- عدم الاستجابة لمعاملات الله المستمرة معن:
إن محبة الله لشعبه جعلته يتعامل معهم بطرق كثيرة ومتنوعة لإرجاعهم إليه وتصحيح مسارهم، لكنهم لم يستجيبوا لذلك وانطبق عليهم القول: «أعطوا القفا لا الوجه» (إرميا7: 24) لذلك جاء الوقت الذي فيه تحوَّل عنهم وأصبح غريبًا عنهم.
هل هذا ينطبق عليك أيضًا؟ هل تكلم الرب معك بطُرق متنوعة لإرجاعك عن طرقك الخاطئة وأنت لم تستجب؟
4- ترك شريعة الرب والسير بحسب الاستحسان الشخصي:
لقد أعطى الله وصاياه وشرائعه لحفظ الإنسان من الضلال وضمان سيره في الطريق الصحيح. لكن جاء وقت وترك شعبه شريعته وساروا بحسب فكر قلوبهم. وانطبق عليهم القول «ها قد رفضوا كلمة الرب فأيّة حكمة لهم» (إرميا8: 9). وأيضًا «تركوني أن... لينقروا (أي ليحفروا) لأنفسهم آبارًا آبارًا مُشقَّقة لا تضبط ماء» (إرميا2: 12).
ماذا عنك أنت؟ هل تركت كلمة الله كأساس لحياتك وانحرفت بعيدًا وراء آراء وأفكار العالم المحيطة بك؟
هذه بعض الأسباب الرئيسية للحالة المُحزنة التي وصل إليها شعب الله قديمًا، وقد تكون هي الحالة التي وصلت إليها أنت أيضً. فهل هناك من حل؟ هل يمكن أن نتمتع بحضور الله معنا بصفة دائمة؟ نعم! هذا هو الطريق:
1- الرجوع القلبي لله:
يقول الرب بكل وضوح «ارجعوا إليَّ أرجع إليكم» (ملاخي3: 7). إنه يقف على باب قلبك قائلاً «هانذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» (رؤيا3: 20).
اعترف بفساد قلبك، واترك الرياء الخارجي، وثق أنه يحبك وينتظرك، مهما كان قد صدر منك في الماضي.
2- حياة الطاعة القلبية لله:
افحص حياتك وأنت في حضرته؟ اسأل نفسك هل حياتك تتفق مع وصايا الله وكلامه؟ هل له السيادة الكاملة على كل جوانب حياتك؟ هل لسان حالك دائمًا: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» (أعمال9: 6).
إن فعلت هذا فسوف تسمع قول الله الذي قاله لشعبه قديمًا:
«إن رَجَعتَ أُرجعك فتقف أمامي، وإذا أخرجت الثمين من المرذول فمثل فمي تكون» (إرميا15: 19).