الرقم خمسة هو رقم له أهمية خاصة بالنسبة للإنسان، فهو مرتبط ببركتين هامتين من بركات الله لبني البشر:
- فالرقم 5 هو عدد حواس الإنسان، أعني بها: النظر، والسمع، والشم، والذوق، والحس.
- ثم إنه عدد الأصابع في كل من أطرافه الأربع: ففي كل يد هناك خمسة أصابع، وكذلك في كل قدم.
ما أعظم عطايا الله لنا! تصور الحال لو لم يكن لنا هذه الحواس الخمس، ماذا يكون حالنا إذ ذاك؟ تصور شخصًا حُرم لا من الحواس الخمس، بل من واحدة منها فقط، ما أصعب حاله! ثم تصور الحال لو لم تكن لنا تلك الأصابع الخمس في كل طرف من أطرافنا! كيف كنا نتناول الأشياء؟ وكيف كنا نسير؟
كم ينبغي علينا أن نشكر الله لأجل هذه النعمة العظمى!
لذلك فإننا نعتبر هذا الرقم (خمسة) يحدثنا عن نعمة الله.
وفي الكتاب المقدس نحن نجد هذا الرقم من بداية الكتاب، في أسفار موسى الخمسة. ومرة أخرى نقول: ما أعظم تلك العطية التي أعطاها الله للبشر، عندما كتب موسى تلك الأسفار الموحى بها، وكانت أول ما كُتب بالوحي! تصور أن العالم لم يتمتع بتلك العطية العظمى: الكتاب المقدس! ماذا كان حال البشرية جمعاء بدون كتاب الله، هذا الكتاب الذي هو أنفاس الله؟!
بعد ذلك نحن نجد هذا الرقم أيضًا بصورة واضحة في خيمة الاجتماع، وذلك لأن تلك الخيمة، التي هي مسكن الرب وسط شعبه، كانت مَظهرًا عظيمًا لنعمة الله، إذ قَبِل الله العظيم أن يسكن مع البشر المساكين. ولقد تجسمت النعمة بعد ذلك في المسيح، عندما >الكلمة صار جسدًا، وحَلَّ بينن... مملوءًا نعمة وحقًا< (يوحنا1: 14).
الرقم خمسة في خيمة الاجتماع:
فمثلاً:
- كان ارتفاع ألواح الدار الخارجية في الخيمة خمسة أذرع (خروج27: 18).
- وكان طول مذبح المحرقة خمسة أذرع (خروج27: 1).
- وكان عدد الأعمدة على مدخل القدس خمسة (خروج26: 37).
- ثم إن الشواقل الفضية التي أُخذت للفداء كان عددها خمسة (عدد3: 47).
الرقم خمسة في باقي الكتاب المقدس:
نقرأ في العهد القديم عن الخمسة الحجارة المُلْس التي أخذها داود في حربه مع جليات (1صموئيل 17: 40)، فأسقطه بواحدة، وأعطاه الرب النصرة عليه!
وفي العهد الجيد نقرأ عن خمسة أرغفة وسمكتين، منها أشبع الرب الآلاف، وفضل عنها اثنتى عشرة قُفة ملآنة (يوحنا6: 9-13)!
ثم دعنا لا ننسى، ولو نسينا كل شيء آخر، أن عدد جروح المسيح المصلوب كانت خمسة: اثنان في يديه، واثنان في رجليه، وواحد في جنبه!
الرقم خمسة والمسئولية
يمكننا أن نعتبر هذا الرقم يمثل المسئولية، فإن كان الله يعطينا بركاته فهذا يجعلنا مسئولين عن الاستفادة بها، وإلا صارت دينونة علين.
لذلك فإننا نقرأ في مثل العذارى اللاتي خرجن للقاء العريس (متى 25) أن خمس عذارى كُنَّ حكيمات، وخمسًا كُنَّ جاهلات. العذارى هنا هُن صورة لكل من اعترف بالمسيح وتبعه، فإن كان مُخلِصًا كان من فريق الحكيمات، وإن كان مرائيًا كان من فريق الجاهلات. لكن على أي حال فإن كل من عرف المسيح صار مسئولاً.
وأخيرًا نقول إن الرقم 5 = 4+1
فإن كان الرقم 4 يشير إلى الخليقة، فإن الرقم 1 يشير إلى الخالق. ودعنا نفكر ماذا تعمل الخليقة بدون الخالق؟ إنها تُمسي في شلل تام، وعجز كامل.
ولتوضيح ذلك: تفكَّر في أصابع يدك! إنها تتكون من أربعة أصابع، مضافًا إليها إصبع الإبهام. وما أضعف تلك الأصابع الأربعة بدون الإبهام! وهكذا ما أضعفنا نحن بدون الله معن. ولذلك فلا غرابة أن يكون أحد أسماء المسيح هو >عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا<. وما أتعس البشر بدون المسيح! إنهم كالأصابع العاجزة بدون الإبهام.
ماذا بالنسبة لك؟ هل أنت بدون مسيح؟
هل أنت بلا معين؟
إن المعين قريب منك جدًا، ولو طلبته سيوجد لك. فليتك تفعل ذلك الآن!