هو رقم الإعلان الواضح.
فهو يساوي: 3 * 3
ولأن الرقم ثلاثة هو رقم التحديد والإعلان (راجع ما ذكرناه عن هذا الرقم في عدد
71)، يكون مدلول الرقم تسعة هو كمال الإعلان أو وضوح الإعلان.
وفي الطبيعة نجد أن هذا الرقم يحمل الدلالة ذاتها: فالمرأة تحمل طفلها تسعة أشهر في بطنها، وبعد ذلك يخرج إلى النور مكتمل النمو!
وفي علم الحساب نجد أن للرقم تسعة خاصية عجيبة لا يشاركه فيها غيره من الأرقام:
فمثلا:
2 * 9 = 18 (8 + 1=9)
3 * 9= 27 (7 + 2=9)
4 * 9= 36 (6 + 3=9)
5 * 9= 45 (5 + 4=9)
وهكذ.
ونفس الأمر نجده في الأرقام الكبيرة. فمثلا: 52843 * 9= 475587 (حيث 7 + 8 + 5 + 5 + 7 + 4 = 36)؛ 3 + 6= 9
وبناء على ما تقدم فيمكن القول إن الرقم تسعة يصوِّر لنا اكتمال الأمر
واستعلانه، إن للخير أو للشر.
الرقم 9 في الكتاب المقدس:
كمال الوضوح
من أشهر مرات استخدام الرقم تسعة، نجده عندما كان الرب يسوع فوق الصليب. حيث انتهى المسيح في الساعة التاسعة (التي تعادل الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيتنا الحاضر) من عمله الكفاري، (متى27: 45 ، 46؛ مرقس15: 33 ،34؛ لوقا 23: 44). والساعة التاسعة هي بعينها وقت التقدمة (أو الذبيحة) المسائية في الهيكل (عزرا 9: 5؛ لوقا1: 10). ونحن نعرف من البشائر أنه في الساعة التاسعة أنهى المسيح عمله العظيم فوق الصليب بالقول: «قد أُكمل» (مرقس15: 34-38 مع يوحنا19: 30)، وانقشع الظلام في الجلجثة، وانشق حجاب الهيكل، مُعلِنًا أن عمل المسيح قد كمل!
والرب يسوع نطق بكلمة «الحق» في الأناجيل الأربعة، والتي هي حرفيا «آمين»: 99 مرة (أي11* 9). ومن العجائب المدهشة حقًا أن القيمة العددية لكلمة «آمين» في اليوناني =99!!
كمال القضاء
وفي الكتاب المقدس نجد أن أول حرب مذكورة فيه (وهي تلك الواردة في تكوين 14)
كانت بين تسع ملوك: أربعة ملوك ضد خمسة.
كما نجد أنه في السنة التاسعة للملك صدقيا، وهو آخر ملوك مملكة يهوذا، أتى نبوخذنصر ملك بابل وحاصر أورشليم، وكانت نتيجة ذلك أن هيكل الرب في أورشليم قد أُحرق.
كما أنه في اليوم التاسع من الشهر الرابع بدأت المجاعة في أورشليم، التي انتهت
بسقوطها (2ملوك25: 1 ،3؛ إرميا52: 4 ،6).
الرقم 9 وارتباطه بالبركة
لكن هذا الرقم لا يأتي فقط بالارتباط بالقضاء بل أيضًا بالبركة:
فنجد أن الوعد بميلاد إسحاق أتى عندما كان إبراهيم ابن 99 سنة = 9 * 11 (تكوين
17).
وسارة ولدت إسحاق وعمرها 90 سنة = 9 * 10.
وفي العهد الجديد نجد أن الرب بدأ موعظته على الجبل (متى5-7) بتسع بركات أو تطويبات. وكلمة طوبى معناها: يا لسعد! أو يا لغبطة!
ونجد أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا (9 * 11) لا
يحتاجون إلى التوبة (لوقا15: 4 ،7؛ متى 18: 12 ،13).
وكلمة المحبة بأشكالها وتصريفاتها المختلفة وردت في إنجيل يوحنا 63 مرة = 7 * 9.
ونجد أن بطرس ويوحنا صعدا إلى الهيكل للصلاة في الساعة التاسعة، حيث أجريا أول
معجزة في المسيحية، وهي شفاء المُقعد عند باب الهيكل الجميل (أعمال3).
الرقم 9 وارتباطه بالروح القدس
يرتبط هذا الرقم أيضًا بالروح القدس.
فنجد أن ثمر الروح المذكور في غلاطية 5: 22 يتكون من 9 فضائل مباركة.
كما أن مواهب الروح في 1 كورنثوس12: 8-11 عددها 9.
وفي أعمال 10 نقرأ عن الرؤيا التي رآها كرنيليوس الساعة التاسعة من النهار، حيث طلب إليه ملاك السماء أن يستدعي بطرس الرسول، حيث تم خلاص أول أممي في العالم، هو وأهل بيته، وانضموا إلى الكنيسة ونالوا موهبة الروح القدس!
وفي سفر الأعمال يُذكر 9 مرات عن أفراد أو مجموعات إنهم امتلأوا من الروح القدس.
الرقم 9 والتقصير
نجد في العهد الجديد أن الرب لا يُسرّ بالتسعة والتسعين بارًا في أعين أنفسهم
الذين لا يشعرون بالحاجة إلى المخلِّص (لوقا15: 7).
ولا يُسرّ بالتسعة الذين قصروا في تمجيد الرب وشكره على نعمة التطهير والخلاص.
لقد تساءل مرة : «أليس العشرة قد طهروا فأين التسعة؟ أ لم يوجد من يرجع ليعطي مجدًا
لله غير هذا الغريب الجنس؟» (لوقا17: 17 ، 18).
عزيزي عزيزتي: هل أنت قد طهُرت من الخطية، ونجاستها؟
إن كان لا فأسرع، إن «دم يسوع المسيح ابنه يطهِّرنا من كل خطية» (1يوحنا1: 7).
سيمتعك الله بالطهر والقداسة ليمكِّنك أن تحيا معه حياة سعيدة.
وإن كنت قد طهرت فهل تقدِّم الشكر لله على نعمته من نحوك؟
إنه ينتظرك.