أما راعينا الكريم فيُدعى الراعي الصالح وقد قال عن نفسه «وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا10: 11)· لقد فعل هذا على الصليب، حيث احتمل كل الغضب الذي كان ينبغي أن ينصبّ على عصاة نظيرنا، يوم تم فيه المكتوب «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ··· اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زكريا13: 7)· لقد ضُرب من أجل ذنبي وذنبك· وهكذا لاق به أن يقول «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ··· إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى··· َأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10: 7- 10)· فهل دخلت من هذا الباب الوحيد؟ وتمتعت بهذا الخلاص العظيم؟ وشبعت في هذا المرعى الخصيب؟ ونعمت بتلك الحياة الفضلى؟ إن كان نعم فهنيئًا؛ وإن كان لا فأرجو أن تفعل ذلك الآن· إنه يبحث عنك وسط أشواك الشر التي رميت نفسك فيها· اسمعه وهو يشير إلى نفسه بالقول: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» (لوقا15: 4-6)· فهلا عدت إليه فيتم فيك القول «لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا» (1بطرس2: 25)؟!
وراعينا الكريم، بالنسبة لكل مؤمن حقيقي، هو أيضًا راعي الخراف العظيم (عبرانيين 13: 20)، ورئيس الرعاة (1بطرس 5: 4)· فهو خير من يهتم بنا شخصيًا· إنه ذاك الذي يومًا لما رأى الجموع تحنَّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (متى9: 36)، فكان يشفى المرض ويواسى الحزن ويشبع الاحتياج·
وهو رئيس الرعاة (1بطرس 5: 4) فأنه يشغِّل من المؤمنين من يرعى إخوته، كما فعل مع التلاميذ، ويكون رئيسًا عليهم ليقودهم لبركة أحباء قلبه·
عزيزي المؤمن، إن شعرت بجدوبة في وسط حرِّ العالم الذي نعيش فيه، أو داهمك احتياج؛ فلتكن طلبتك «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟» (نشيد1: 7)، وهناك ستجد كل حاجتك؛ بل أكثر·