هو أحد الأسفار التاريخية السبعة عشر· وهو واحد من الستة أسفار التي تحكي تاريخ المملكة في إسرائيل منذ تكوّنها وحتى نهايتها بالسبي· وهو يقع في نهاية التوراة العبرية لأنه تقريبًا آخِر الأسفار من حيث زمن كتابته·
موضوعه:
الموضوع الرئيسي فيه هو داود الملك، وإعداده لبناء هيكل الرب في أورشليم·
كاتبه:
يُجمع المفسرون على أن عزرا الكاهن والكاتب الماهر هو كاتب السفر، وقد كتبه على الأرجح ما بين 450-430 ق م·
غرضه:
توضيح مقاصد نعمة الله من جهة شعب إسرائيل بصفة عامة، وداود الملك بصفة خاصة·
تميّزه:
في أسفار صموئيل والملوك نجد الكاتب كمؤرِّخ يرصد الأحداث ويسجِّلها بدقة كما حدثت، تاركًا القارئ ليتعلم بنفسه من التاريخ كما سجّله المؤرِّخ الإلهي الصادق· لكن في سفري الأخبار نجد أمرًا مختلفا تمامًا؛ فالكاتب على الرغم من كونه يتعامل مع نفس الفترة الزمنية ونفس الأحداث إلا أنه لا يرصدها كمؤرِّخ عاصر الأحداث، بل هو كاتب ماهر ومعلِّم قدير قرأ التاريخ قراءة جيدة من أربعة عشر مرجع ذكر أسماءهم في كتابه، ثم أعاد كتابة التاريخ من منظور خاص؛ ألا وهو رؤيته لقصد الله من وراء الأحداث· فالله منذ تأسيس العالم قَصَد أن تكون له شهادة على الأرض من خلال شعب معين ورجل معين وبيت معين؛ فاختار إسرائيل ليكون شعبه، وداود ليكون رجله، وهيكل أورشليم ليكون بيته· وهذا جعله وهو يكتب يستعمل الأسلوب الانتقائي، فهو لا يسجِّل كل الأحداث، ولا يتوقف عند كل الأنسال أو كل التفاصيل، بل بسرعة شديدة يمرّ على الكل حتى يصل لموضوع القصد الإلهي فيطيل الوقوف عنده·
أهميته:
نتيجة للغرض الذي كان عند الكاتب وسبق توضيحه، سنجد أن كاتب هذا السفر قد أغفل الكثير جدًا من أهم الحوادث في حياة داود، وفي نفس الوقت ذكر لنا تفاصيل لا نجدها في مكان آخر في الكتاب· والجميل هو أن لنا دروسًا عظيمة فيما أغفل ذكره، وفيما أضافه·
فهو على سبيل المثال لا يذكر مُلك داود في حبرون سبع سنوات، ولا يذكر خطية داود الكبرى، ولا نتائجها المرة مثل خطية أمنون وتمرد أبشالوم وتمرد شبع بن بكري وغيرها؛ هذا لكي يعلِّمنا أن الله إذا غفر خطايانا لا يعود يذكرها، كما أنه لا يذكر كل ما لا يتفق مع قصد الله في حياتنا· ومن الجانب الآخر نجده يتوقف طويلاً جدًا عند إرجاع داود للتابوت، وإعداد داود لخدام الهيكل، ومواد بناء الهيكل، وتجهيزه كل شيء يختص بالهيكل·
أقسامه:
السفر ينقسم إلى قسمين كبيرين:
ص1-10 الأنسال من آدم وحتى داود
ص11- 29 داود ومقاصد الله
ويمكن تقسيمه إلى أقسام أصغر كالأتي
1- أنسال شعب الرب .............................. أ- من أدم إلى يعقوب ................................. ب- من يهوذا بن يعقوب وحتى داود .............. ج- نسل داود حتى بعد العودة من السبي ..... د- بقية أسباط إسرائيل ............................. هـ- سكان أورشليم .................................. و- شاول يفسح المجال لمسيح الرب الحقيقي 2- مسيح الرب ...................................... 3- تابوت الرب ........................................ 4- عهد الرب ......................................... 5- حروب الرب ...................................... 6- إقامة قصد الرب ............................... 7- هيكل الرب ......................................
|
|
ص1-10 ص1 ص2 ص3 ص4- 8 ص 9 ص10 ص11 ، 12 ص13-16 ص17 ص18-20 ص21 ص22- 29
|
رسالته لنا:
- نحن هنا على الأرض ليس بالصدفة، ولا للباطل؛ بل لقصد صالح أعدّته نعمة الله لنا·
- الله، وإن كان لا يلغي حريتنا، لكنه لا يتركنا لأنفسنا، بل يتحكم في أحداث حياتنا حتى يتمِّم قصده من وجودنا·
- أخطاؤنا تُكبِّدنا خسائر فادحة، وتُوقعنا تحت قضاء الرب، لكنها لا تعطل قصدًا واحدًا من مقاصد نعمته من نحونا·
- مقاصد الله لو تُركت لرغبة الناس وعلى مسئوليتهم لا يمكن أن تتم، لذلك فهي تعتمد دائمًا على الاختيار؛ لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار (رومية9: 11)·
- الله عندما يغفر خطية لا يعود يذكرها «أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها» (إشعياء43: 25)·
تواريخ وأرقام:
السفر 29 أصحاحًا و942 عددًا· يمكن قراءته في 100 دقيقة تقريبًا· أشهر الكلمات «داود» تكرّرت 180 مرة· السفر يغطّي فترة زمنية من 4004 ق·م إلى 1056 ق·م أي 2948 سنة في 9أصحاحات، ثم 40 سنة، هي مُلك داود، في 20 أصحاحًا· في هذا السفر بعض الأشخاص يمكنهم من خلال السفر أن يرجعوا بنسبهم إلى 3500 سنة إلى الوراء·