موضوع السفر: هو سفر تاريخي يسجِّل وقائع مهمة في تاريخ ملوك يهوذا، الذين هم نسل داود، ابتداءً من سليمان وحتى صدقيا الذي سُبي إلى بابل؛ أي تاريخ مملكة يهوذا· بينما يتجاهل تمامًا تاريخ المملكة الشمالية، التي تضم الأسباط العشرة·
الكاتب: يُجمع الشرّاح على أن كاتب سفرَي الأخبار هو عزرا الكاتب·
زمن كتابته: من المرجَّح أنه ما بين 450و430 ق·م·
الغرض من السفر: الكاتب هنا ليس هو بالمؤرِّخ الذي يسجِّل وقائع التاريخ، لكنه المعلم الذي يستخلص الدروس والعِبَر من التاريخ· لذلك فهو هنا ينتقي أحداثًا ذات مغزى من تاريخ المملكة الجنوبية، ويكتبها لبقية يهوذا وبنيامين الذين رجعوا من السبي، ليعلِّمهم منها ثلاثة دروس هامة: -
1- درس يختص بالماضي: يستعرض أمامهم تاريخ ملوكهم، بقصد أن يريهم ملوكًا ناجحين كانت أيامهم أيام الرخاء والنصرة، وآخرين فاشلين كانت أيامهم أيام الفشل والكسرة! وكان دائمًا العامل المحدِّد للنجاح أو الفشل، هو طلب الرب والاتكال عليه أو عدم الاتكال عليه (15: 2)·
2- درس يختص بالحاضر: أن يتعلموا من أخطاء آبائهم، فلا يرتدون عن الرب كما فعل أباؤهم، فيرحمهم الرب ويكرمهم رغم تسلط الأعداء عليهم (13: 18؛ 17: 5، 6؛ 20: 20؛ 25: 7-9؛ 27: 6)·
3- درس يختص بالمستقبل: يريهم ثبات مقاصد الله من جهة بيت داود، وبالتالي فلا بد أن يتمم عهده معه، بأن يقيم من نسله ملكًا لا يكون لمُلكه نهاية· وهكذا يجدِّد عندهم الرجاء، ويجعلهم يعيشون بأمانة في انتظار مجيء المسيا الملك (21: 7)·
تميّز السفر: يختلف هذا السفر عن سفر الملوك الثاني في نقاط كثيرة، على الرغم من كونهما يرصدان الفترة نفسها· لكن الاختلاف يرجع إلى اختلاف الغرض، فالغرض في سفرَي الأخبار ليس مجرد سرد التاريخ لنتعلم منه كبقية الأسفار التاريخية، لكنه تسجيل انتقائي يبرز قصد الله من التاريخ، ويؤكد على نعمته التي تضمن إتمام مقاصده، ويبغي حفظ البقية الراجعة امينة للرب·
- أخبار الأيام الثاني يتجاهل تمامًا المملكة الشمالية، لأنها ليست حسب قصد الله·
- في 1ملوك7: 8 يخبرنا أن سليمان بنى بيتًا لابنة فرعون، لكن في 2أخبار8: 11 يضيف أن هذا البيت لم يكن في أورشليم· ويوضِّح أن السبب هو حرص سليمان أن لا يدخل عابد وثن إلى أورشليم·
- في 2أخبار13: نرى محاولات أبيا لإرجاع الأسباط العشرة، ويسجِّل لنا عظته التي فيها يذكر أن مملكة يهوذا اسمها مملكة الرب · ثم يسجِّل صراخ يهوذا للرب في الحرب· هذا كله لا يسجله سفر الملوك الثاني·
- يذكر لنا أن آسا لم يطلب الرب في مرضه بل الأطباء (16: 12)·
- يذكر لنا أن يهوشافاط دخل تحت نير مع غير المؤمنين في ثلاثة ارتباطات: الزواج (21: 6) والحرب (18: 3)، والتجارة (20: 35)·
- يذكر لنا لماذا ضرب الرب عزيا بالبرص (26: 16-21)·
- حزقيا الملك تنقسم حياته إلى قسمين كبيرين الأول حروبه والثاني إصلاحاته الدينية، وبينما يختصر الأخبار كل تاريخه الحربي في ثلاثة أعداد يعطي ثلاثة أصحاحات لإصلاحاته الدينية 29-31! والعكس نجده في سفر الملوك الثاني، فالإصلاحات الدينية يسجلها في ثلاثة أعداد 2ملوك18: 4-6 ويسجِّل الحروب في ثلاثة أصحاحات!!
- في 2ملوك21 يذكر الكثير عن شرور منسى، لكن فقط في 2أخبار33: 11-13 يكلِّمنا عن توبة منسى·
فائدته لنا: يكشف لنا هذا السفر عن شيئين في غاية الأهمية: طبيعة الله، وطبيعة الإنسان:
- عن طبيعة الله: يكشف لنا بوضوح لطف الله وصرامته، فهو الذي يغفر الإساءة حتى ولو كانت كإساءة منسى، ويقبل توبته!! لكنه أيضًا صارم للغاية، طبقا لقداسته وبره، عندما لا تكون هناك توبة (36: 16-19)· وفي صرامته يقضي على نسل داود بالسبي، وعلى أورشليم بالحرق!!
- عن طبيعة الإنسان، يكشف لنا فساد قلب الإنسان، فها هو ملك يشدِّده الرب، فلما تشدد ترك الرب (12: 1)!! وثانٍ نصره الرب على أعدائه، فلما عاد من حربه منتصرًا اصطحب معه آلهة الأمم الذين هزمهم وسجد لهم بدلاً من الرب (25: 14)!! وثالث أنجحه الرب زمنيًا حتى «عجبت مساعدته»، فلما تشدّد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه (26: 16)!! ورابع أنعم الرب عليه روحيًا وأنجحه، فلم يَرُدّ حسبما أنعم عليه وارتفع قلبه (32: 25)!! وبينما يسجَّل لنا عن كثيرين بدأوا حسنًا ثم تغيروا للأردأ، يسجِّل لنا عن واحد فقط بدأ سيئًا لكنه تاب، وهو منسى·
* يعلمنا درسين في غاية الأهمية:
- إن طلب الرب في الحياة، وأن تكون طاعته هي غاية القلب؛ هو مفتاح النجاح والبركة والنصرة على كل الأعداء ولا سيما إبليس (7: 14؛ 14: 4 ،7؛ 15: 2 ،4 ،12 ،13 ،15؛ 16: 9؛ 17: 4؛ 19: 3؛ 20: 3؛ 22: 9؛ 26: 5؛ 30: 19؛ 31: 21؛ 34: 3؛ 12: 7؛ 16: 12)·
- التعبير الصادق عن طلب الرب فعلا هو الصلاة (1: 1؛ 13: 18؛ 14: 6 ،11؛ 15: 9؛ 20: 27؛ 26: 5-7؛ 27: 6؛ 32: 8 ،22؛ 24: 24؛ 28: 6 ،19؛ 20: 20)·
تواريخ وأرقام: السفر مكون من 36 أصحاحًا و822 عددًا، ويمكن قراءته في ساعتين·
كُتب ما بين 450و430 ق·م· ويسجِّل أحداث الفترة ما بين مُلك سليمان 1015 إلى سبي بابل في مرحلته الثالثة 588 ق·م·
أقسام السفر: ينقسم السفر إلى قسمين
القسم الأول (ص1-9) سليمان في كل مجده
- سليمان وحكمته
- إعداد الهيكل
- بناء الهيكل
- أثاث الهيكل
- التابوت في الهيكل
- عظة سليمان وصلاته
7: 1-10 تدشين الهيكل
7: 11-22 كلام الرب لسليمان
8 - إنجازات سليمان الأخرى
9: 1-12 زيارة ملكة سبا
9: 13-28 ثروة سليمان
9: 29-31 موت سليمان
القسم الثاني 10 - 36 ملوك يهوذا نسل داود من رحبعام بن سليمان حتى صدقيا
10 - انقسام المملكة
11 ، 12 رحبعام كان في أيامه أمورًا حسنة
13 أبيا اتكل على الرب
14-16 آسا التكريس الكامل في البداية
17-20 يهوشافاط فخره ومجده في خدمة الرب
21 يهورام الذي لم يحزن أحد على موته
22: 1-9 أخزيا الذي علّموه فعل الشر
22: 10- 24: 16 يوآش الملك الطفل الذي أصبح مصلحًا
24: 17- 27 يوآش يرجع من وراء الرب
25 أمصيا الذي يتبع الرب بنصف قلب
26 عزّيا ارتفاعه يؤدي إلى سقوطه
27 يوثام يرضي الرب
28 آحاز ينشر الشر
29- 32 حزقيا ينجح في كل ما يفعل
33 أمون يزيد في عمل الشر
34 ، 35 يوشيا يعمل بالشريعة
36: ع1-4 يهوآحاز ملك قصير، ع5-8 يهوياقيم يعمل الشر، ع9-10 يهوياكين يعمل الشر، ع11-14 صدقيا لم يرجع للرب، ع15-22 سقوط أورشليم، ع23 الرجاء يتجدد بنداء كورش·