إن الخدمة ليست منصبًا أو مركزًا يأخذه المؤمن بل هي مسؤلية يضعها الرب عليه ليتممها. إنها ليست تفضلًا ولكنها شرف والتزام.
إنك تخسر ما تحتفظ به وتكسب ما تنفقه وعليك أن تلاحظ أنه إذا لم تكن في الميدان عاملًا فربما تكون في طرف الميدان خاملًا منتقدًا.
مَنْ الذي يخدم ؟
1 - رجعتم ... من الأوثان لتعبدوا (لتخدموا) (1تسالونيكي 1: 9). هل رجعت عن حياتك الماضية؟ هل أنت إنسان جديد في المسيح؟
2 - لأن محبة المسيح تحصرنا ... (2كورنثوس 5: 14). هل محبة المسيح تملأ قلبك؟ هل تستطيع أن تقول عمليًا «نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولًا» (1يوحنا 4: 19)
3 - لأن لي الحياة هي المسيح (فيلبي 1: 21) هل المسيح هو كل شيء في حياتك؟ هل تستطيع أن تقول بصدق « لست أحتسب لشيء ... حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع»؟ (أعمال 20: 24)
مؤهلات الخادم:
(1) روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر .. (إشعياء 61: 1)
إن كانت هذه نبوة عن الرب يسوع المسيح ألا نتعلم منها أنه بدون عمل الروح القدس فينا نُصبح مجرد أشخاص مندفعين بحماس جسدي لا قيمة ولا نفع فيه.
(2) أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيي (إشعياء 50: 4) وإن كانت هذه أيضًا نبوة عن الرب يسوع، ألا نتعلم منها أن أفضل مُعلم هو من يجيد التعلم أولًا ؟ فالجلوس المستمر عند قدمي المعلم العظيم هو أعظم مؤهل لخادم ناجح.
(3) أتحبني .... ارع غنمي (يوحنا 21: 16). إن محبة الرب من كل القلب هي القوة الدافعة الكبيرة التي تجعلنا نتقدم لخدمة شعبه.
(4) إن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي (يوحنا 12: 26). إن أكبر ضمان لخدمة ناجحة هو أن يكون الرب أمامنا دائمًا ونحن نسير وراءه.
(5) إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني (لوقا 9: 23). إن حساب النفقة ضروري جدًّا حتى يكون اتباعنا للرب اتباعًا صحيحًا.
(6) إذًا، أنا أركض هكذا كأنه ليس عن غير يقين. هكذا أضارب كأني لا أضرب الهواء. (1كورنثوس 9: 26). إن وجود هدف ورؤية واضحة في حياتنا هو ضرورة حتمية لنجاح الخدمة. لأنه « بلا رؤية يجمح الشعب» (أمثال 29: 18)
(7) وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء (1كورنثوس 9: 25). فلا مجال للتساهل مع النفس فأصغر الأمور قد تُفسد أعظم الأعمال. ولا تنسَ أن ذبابة ميتة تُفسد طيب العطار ذا الرائحة الذكية.
(8) لأن الله لم يُعطِنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنُصح (2تيموثاوس 1: 7). إن أعداءنا الروحيين لن يهدأوا وربما نُهزم في موقعة معينة لكن لنتذكر أننا في المسيح أعظم من منتصرين وأن الله قد أعطانا روح القوة حتى لا نفشل بل نهتف أمام عدونا «لا تشمتي بي يا عدوتي ، إذا سقطت أقوم.» (ميخا 7: 8).
(9) ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها ... إن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله (1بطرس 4: 10،11). عليك أن تعرف موهبتك من الرب واعلم أن كل عضو في جسد المسيح له عمل خاص به وهو قد أعطانا الموهبة الخاصة التي بها نستطيع أن نقوم بهذا العمل والتي بدونها لا فائدة من أية خدمة مهما عظم مقدارها.
هدف الخدمة :
1 - استعبدت نفسى للجميع لأربح الأكثرين. لأخلص على كل حال قومًا (1كورنثوس 9: 19،22). إن ربح النفوس وخلاصها هو الهدف الأول الذي من أجله جاء ربنا المبارك إلى الأرض وهذا ما عرفه بولس الرسول وفعله. هل تشترك أنت معه أيضًا في هذا الهدف العظيم ؟
2 - «إلى أن يتصور المسيح فيكم» (غلاطية 4: 19). إن غرض الله النهائي أن يُحضرنا مُشابهين صورة ابنه، فما أعظم أن يكون هذا هو هدفنا أيضًا في الوقت الحاضر.
3 - لأجل تكميل القديسين ... لبنيان جسد المسيح (أفسس 4: 12). إن غرض الله هو أن يأتي بنا معًا كنيسة مجيدة كاملة، فهل تعمل معه لبنيان هذا الجسد في وحدة واحدة ؟
أخيرًا ما هي الخدمة؟
- ابن الإنسان قد جاء .. ليَخْدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20: 28). إن الخدمة هي بذل النفس من أجل الآخرين، فالخادم لا يعطى ما يفضل عنه بل يعطى نفسه.
- فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض (يوحنا 13: 14). إن الخادم يجب أن يضع نفسه أقل من المخدوم، يتضع وليس يتسلط. يلبي الاحتياجات وليس يفرض ما عنده.
- ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد (رومية 12: 4).
لقد وضعنا الله كأعضاء كثيرة في جسد واحد لتكميل بعضنا بعضًا، والخدمة الصحيحة هي التي فيها أقوم بالعمل الذى حدده لي الله بالروح القدس كعضو في هذا الجسد الواحد، ولا ننسَ أن أعضاء الجسد التي قد تظهر ضعيفة هي أكثر ضرورة والأعضاء التي قد تظهر قبيحة ولا جمال لها، لها جمالها وأهميتها التي تفوق غيرها من الأعضاء.