عمانوئيل

 اسم من أسماء الرب يسوع المسيح، ولقد ورد هذا الاسم في العهدين القديم والجديد، فذُكر أولًا في نبوة إشعياء 7: 14، وقد أوحى الله بهذه النبوة حوالي سنة 740 قبل الميلاد .
حيث كان آحاز ملك يهوذا في خطر من ملكي دمشق والسامرة اللذين قصدا القضاء على بيت داود وإقامة ملك أجنبى على كرسيه في أورشليم، فأرسل الرب النبى إشعياء إلى آحاز ليقول له «احترز واهدأ. لا تخف ولا يضعف قلبك» ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلًا «اطلب لنفسك آيةً من الرب إلهك. عمّق طلبك أو رَفِّعه إلى فوق» أي اطلب أية آية لتؤكد لك أن الرب يخلصك من أعدائك، ولكن لم يكن لآحاز إيمان فقال «لا أطلب ولا أجرِّب الرب» فقال النبي «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلِد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل» . بحق عندما يعطي الرب آية لابد أن تكون آية عظيمة. ولقد كانت هذه فعلًا آية عظيمة إذ كيف للعذراء أن تحبل وتلِد ؟! لكن كون الطفل المولود المقمط المُضجع في المذود هو الله فإن هذه هي أعظم آية.

وذُكر هذا الاسم أيضًا في إنجيل متى 1: 23 «هوذا العذراء تحبل وتلِد ابنًا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» فالله لا يُسَّر أن يكون في انفصال عن خلائقه فجاء إلينا، جاء إلى الأرض إنسانًا كاملًا، وعاش وسط البشر «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16). «وكان الكلمة الله .. والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا (أى الله معنا)» (يوحنا 1: 1،14). بحق ما اعظمه اتضاعًا أن يأتي الله إلينا كإنسان لكي يخلصنا من خطايانا.
فهل استفدت من مجيء الرب هذا ؟؟ *  *  *  * ما أجمل الاسم «عمانوئيل» الله معنا، فلقد وعدنا الرب يسوع قائلًا «وها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر» (متى 28: 20) ونحن نختبر كل يوم أن الرب معنا. فهو الذي كان مع الرجال الثلاثة شدرخ وميشخ وعبدنغو وأنقذهم من أتون النار المُحمَّى سبعة أضعاف بعد أن شهدوا أمام نبوخذنصر «هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا». وأيضًا كان الرب مع دانيال في جُب الأسود إذ قال «إلهى أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني» (دانيال 6: 22)

نعم. إن عمانوئيل لم يتغير فهو دائمًا «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» (عبرانيين 13: 8) وهذا علاج كل قلق واضطراب في حياتنا. دعنا نضع ثقتنا فيه ونتكل عليه (مزمور 9: 10) ولا نخاف البتة لأن الذي معنا أقوى من الذين علينا