رقم الشر والعصيان
هو الرقـم الذى منه تتشاءم شعوب كثيرة، إلى الدرجة التي تجعل كثير من فنادق الخمسة نجوم تتجاوز الرقم 13 في ترقيم الغرف، ولا يجعلون الدور 13 مخصَّصًا لإقامة النزلاء، بل يحوّلونه إلى مخازن أو مكاتب إدارية أو ما أشبه، نظرًا لتشاؤم النزلاء من هذا الدور!
وبتتبعنا هذا الرقم فى الكتاب المقدس نجد أنه دائمًا يرتبط بالخطية وبالتمرد على الله، وبالشيطان الذي يريد أن يشوِّه نظام الله في الخليقة، كما يرتبط كذلك بقضاء الله ودينونته على هذه الحالة·
وإن كنا ذكرنا في العدد السابق أن الرقم 12 هو رقم ترتيب الله وتنظيمه في الخليقة، فإن الرقم 13 وهو يساوي 12+1· يحدِّثنا عن الخروج عن ترتيب الله ونظامه·
وأول ذِكر لهذا الرقم فى الكتاب كان مرتبطاً بالعصيان وأيضًا الحرب· فيقول الكتاب: «والسنة الثالثة عشر عصوا عليه» (تكوين14: 4)، من ثمَّ نشبت أول حرب مسجَّلة في الكتاب·
ثم إن الفترة التي قضاها إبراهيم محرومًا من الشركة مع الله، نتيجة لاتّباعه مشورة سارة، ودخوله على هاجر ليرزق منها ابنًا هو إسماعيل، كانت 13 سنة· ولقد كان لإسماعيل من العمر 13 سنة عندما خُتن (تكوين17: 25)· والختان هو علامة العهد الذي كان بين الله وإبراهيم، والذي اتضح فيما بعد أن إسماعيل غريب عنه·
ثم إن فترة الذُلّ في حياة يوسف كانت 13 سنة· فهو عندما بيع للاسماعيليين كان عمره 17 سنة (تكوين37: 2)، وعندما وقف أمام فرعون كان عمره 30 سنة (تكوين41: 46)·
وضربة البرد، التي تُعبِّر دائمًا عن غضب الله (مزمور 18: 12 ،13؛ أيوب 38: 22 ،23)، مذكورة 13 مرة في خروج9·
كما أن أريحا، مدينة اللعنة، أول مدينة تقف في طريق شعب الله عندما دخلوا ليمتلكوا أرض كنعان، سقطت أسوارها بعد أن طِيف حول تلك الأسوار 13 مرة· في الستة الأيام الأولى كان الدوران مرة كل يوم، ثم في اليوم السابع طيف حولها 7 مرات (يشوع6)·
والأمر بإبادة اليهـود أيام أحشويرش صدر فى اليوم الثالث عشر من الشهر الأول، على أن يبادوا في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر (أستير3: 12 ،13)· وكان قصد الشيطان من هذا واضح، وهو منع مولد المسيح مخلِّص العالم·
ويذكر فى الكتاب المقدس 13 مجاعة كالآتي: (1) تكوين12: 10؛ (2) تكوين26: 1؛ (3) تكوين 43: 1 مع أعمال 7: 11؛ (4) قضاة6: 4؛ (5) راعوث1: 1؛ (6) 2صموئيل21: 1؛ (7) 1ملوك17؛18 مع لوقا4: 25؛ (8) 2ملوك4: 38؛ (9) 2ملوك6: 25؛ 8: 1؛ (10) إرميا14؛ (11) مراثي4: 3-10؛ 5: 10 مع إرميا 52: 6 و2ملوك 25: 3؛ (12) أعمال11: 28؛ (13) رؤيا6: 5 ،6 مع متى24: 7·
وعبارة «هذه مواليد» أو «كتاب مواليد» تتكرّر فى العهد القديم 13 مرة، حيث أن كل نسـل آدم مولود بالخطية، وجميعهم أبناء المعصية (أفسس2: 2)· إلى أن نصل إلى فاتحة العهد الجديد فنقرأ عن كتاب ميلاد يسوع المسيح (متى1: 1)· هذه هي المرة الرابعة عشر: أي 7*2· كمال الإنسان الثاني؛ الذي هو الله وإنسان في الوقت نفسه!
ولقد كانت الشريعة تنص على ألا يزيد جَلد المذنب عن أربعين جلدة (تثنية25: 3)· واليهود احترامًا منهم لتلك الشريعة، كانوا يكتفون بتسع وثلاثين جلدة، أي أربعين جلدة إلا واحدة · وكان يتم ذلك بكرباج من ثلاث سيور، فيخفض الضرب إلى ثلاث عشرة مرة· والرسول بولس في سبيل شهادته لسيده وسط اليهود الأشرار الذين يبغضون المسيح، قبل منهم خمس مرات هذه الجلدات (2كورنثوس11: 24)·
والعجيب أن أسماء الشيطان في اللغة اليونانية قيمتها العددية هي دائمًا مضاعف الرقم 13· فعلى سبيل المثال الاسم: «إبليس والشيطان» الوارد في رؤيا 9: 12، القيمة العددية لحروفه = 2197 أي 13*13*13!