في الكتاب المقدس تُطلَق كلمة «جندي» على كل من يشارك في الجيش، من الصغير للكبير· وتُستعمل تعبيرات ودرجات متعدِّدة للحديث عن أفراد الجيش في كلمة الله لتدلِّل على عملهم أو قوتهم؛ مثل: عسكري (أعمال 12: 6؛ 23: 23)، حامل السلاح (1صموئيل14: 6)، فارس (1ملوك10: 26)، جبار بأس (1صموئيل 14: 52) للكناية عن القوة في الحرب، قائد المئة (أعمال 27: 1)، وكيل على رجال الحرب، رئيس الجند (2ملوك25: 19؛ إرميا 52: 25)، قواد الجند (لوقا 22: 4؛ أعمال 4: 1؛ 5: 26)، رئيس الجيش (2ملوك5: 1)· وكان سن المتجندين في العهد القديم من العشرين إلى الخمسين (عدد1: 3؛ 2: 26)، وتجمّعهم يسمى الكتيبة (أعمال27: 1)·
وكان الجنود يستخدمون أدوات عدّة منها: القوس والدرع (إرميا 51: 3)، الخوذة والرمح (إرميا46: 4)، السيف والخيل (هوشع1: 7)، مركبات الحديد التي تجرها الخيل (يشوع17: 18؛ 2صموئيل8: 4؛ ميخا5: 10)، الأبواق (عدد10: 9؛ 2صموئيل2: 28)، وغيرها·
ومن الأمثلة الحلوة للجنود نرى: قائد المئة الذي مدح الرب إيمانه (متى8: 10)، والذي كان عند الصليب (مرقس 15: 39)، وكرنيليوس (أعمال 10: 1)· ومن الأمثلة السيئة للجنود: الجندي الذي شكَّك في كلام الله ونال عقابه (2ملوك7: 2-19)، والجند الذين تعاملوا مع الرب باحتقار واستهزاء وقت أحداث الصليب (لوقا23؛ يوحنا18؛19)·
والكلام عن الجندي في الكتاب يعني أن نتكلم عن ربع الكتاب تقريبًا· لذا نكتفي هنا بالإشارة إلى المعنى الروحي للجندية، وهو الذي يخصّنا الآن (2كورنثوس10: 3-5)· فالرسول بولس يحرِّض الشاب تيموثاوس بالقول «فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» وألا «يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ» (2تيموثاوس2: 3-5؛ انظر فيلبي 2: 25؛ فليمون 1: 2)·
ومن الصفات الهام وجودها في الجندي الصالح: الطاعة والخضوع (متى8: 9؛ لوقا 7: 8)، الرجولة (خروج17: 9)، كثرة الأفعال وليس الأقول، كبناياهو بن يهوياداع، لا يهاب ولا يختلق الأعذار (2صموئيل 23: 20)، التقوى (أعمال10: 7)· أما الصفات المرفوضة فيه فهي مثل: الخوف (تثنية20: 8)، الاهتمام بأمور العالم (تثنية20: 5-7)، الارتشاء (متى28: 12)
ومن حق الجندي الصالح أن يهتف دائمًا «شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ» (2كورنثوس2: 14-16).