ويسمَّى أيضًا “حارس الباب;. ومن التسمية نعرف أنه شخص كان يقف على الباب ومهمته الأساسية الحراسة والتمييز بين من يُسمَح له بالدخول ومن لا يُسمَح له. فنجده حارسًا على باب المدينة (2ملوك7: 10)، وأبواب القصور (أستير2: 21)، وبيوت الشخصيات الهامة (يوحنا18: 16)، والبيوت عامةً (مرقس13: 34). كذلك نجد في يوحنا 10: 1-4 بوّابًا على باب حظيرة الخراف، وهو لا يفتح إلا لـ«راعي الخراف. لهذا يفتح البواب». وهنا دعني أسألك سؤالاً هامًا: هل فتحت باب قلبك لذلك الراعي الصالح، ربنا يسوع، الذي مات من أجلك؟! أم بعد تُغلق قلبك أمامه؟!
ونجد وصفًا مستفيضًا لعمل البوابين في 1أخبار9: 17-29؛ فهم كانوا حرَّاسًا لكل من «باب الملك... حراس أبواب... على محلّة الرب حراس المدخل... باب خيمة الاجتماع... عليهم الحراسة وعليهم الفتح كل صباح. وبعضهم على آنية الخدمة لأنهم كانوا يدخلونها بعدد ويخرجونها بعدد. وبعضهم أؤتمنوا على الآنية وعلى كل أمتعة القدس وعلى الدقيق والخمر والزيت واللبان والأطياب». كما نفهم أنه «أقامهم داود وصموئيل الرائي على وظائفهم». ونسمع عنهم كلمات رائعة «وفينحاس... الرب معه... جميع هؤلاء المنتخبين (مختارين بدقة)». ومن هنا نفهم أهمية هذا العمل وتقديره.
لعلنا ندرك إذًا أهمية حراسة حياتنا وبيوتنا واجتماعاتنا، حتى لا يدخلها ما يعكِّر صفو علاقتنا مع الرب ويدمِّر حياتنا الروحية. ونفهم ذلك أكثر: أن يكون كل واحد بوّابًا على حياته ووكالته، وذلك بالسهر؛ من مثل قاله الرب نفسه (مرقس13: 33-37)، وليت هذه الكلمات ترنّ دائمًا في آذاننا «انظروا. اسهروا وصلّوا؛ لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت... وأوصى البواب أن يسهر. اسهروا اذًا. لأنكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا. وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا».
ولأهمية دور البوابين، ولأن غيابهم يعني بوادر الهزيمة الكاملة، فقد سجَّل الكتاب، عند بداية سبي نبوخذنصر للشعب، أنه أخذ حرّاس الباب، وهكذا أصبحت المدينة بلا حراسة فكانت بداية النهاية (2ملوك25: 18-20). ولنحذر: إن عدم يقظتنا وسهرنا على حياتنا، والسماح لأشياء لا يرضاها الرب بالدخول إلى حياتنا؛ غالبًا ما تكون هي بداية كارثة كبيرة في حياتنا.
كما نتعلم ارتباط البوابين بالمرنمين من 1أخبار 15: 16-24؛ 23: 3-5، وأن عددهم كان مساويًا للمسبّحين ويذكرون أولاً، فقبل أن نسبِّح يجب أن نحرس حياتنا، وبنفس أهمية أن نعبد الرب.
وواحد من البوابين الذين نتعلم قصتهم من الكتاب كان عظيمًا جدًا في عين الروح القدس، رغم بساطة مركزه أمام الناس، فقد «كان مردخاي جالسًا في باب الملك»، لكنه بأمانة رائعة أنقذ حياة الملك، فهو قد كان قبل الكلِّ تقيًا وأمينًا للرب، ولقد أحسن الرب إليه في النهاية وأكرمه كثيرًا. اقرأ القصة في سفر أستير ص2، 6؛ وليتنا نتعلم من هذه القدوة الحسنة.