أول مرة في الكتاب المقدس يُذكَر عن شخص أنه آمن ثم هلك!! هذا سرٌّ خطير أرجوك أن تنتبه اليه. فهي ظاهرة موجودة بكثرة بين المتديّنين ومرتادي الكنائس. فمن هو سيمون؟ وماذا عن إيمانه؟! ولماذا هلك؟!
سيمون كان من سكان السامرة، عمل بالسحر وأدهش الكثيرين.. وحينما زار فيلبس السامرة آمن كثيرين بالمسيح، وسيمون التصق بفيلبس.. لكن في نهاية القصة تظهر المفاجئه...
1. كان يظن أنه شيء عظيم (أعمال8: 9)
وهذه خدعة إبليس للبشر من بدايه التاريخ؛ بدأها مع آدم وحواء، مشجِّعًا إياهما للتمرد على الله، كي يصيرا في عظمةٍ مثل الله! لكن للأسف صارا عريانين!
وفى سفر الأعمال قام شخص اسمه “ثوداس” قائلاً عن نفسه إنه شيء «الذي قُتل، وجميع الذين إنقادوا اليه تبدّدوا وصاروا لا شيء» (أعمال5: 36).
عزيزي.. إن الرفعه الحقيقيه مصدرها الارتباط بشخص المسيح، الذي قال «عندي الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ» (أمثال8: 18).
2. ما هو إيمان سيمون (أعمال8: 13)
الكتاب يذكر إنه آمن، لكن لم يذكر أنه آمن بالمسيح.. فمن الممكن أن يؤمن الشخص بفكرة، أو عقيدة، أو نظرية.. لكن أساس الإيمان المسيحي الحقيقي هو الاحتماء في شخص المسيح المخلِّص الشخصي والمغيِّر للحياة، هذا الإيمان يُسمى «إيمان يسوع المسيح» (غلاطية2: 16)، وبه ينال الخاطي الخلاص «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص» (أعمال 16: 31).
وهل تعلم عزيزي أن الشياطين يؤمنون ويقشعرون (يعقوب2: 19)!! لكن إيمانـهم هو مجرّد معرفة عقلية عن الله، دون دخوله للقلب وتطهيره بدم المسيح.
في الواقع لم يكن إيمان سيمون إلا نوعًا من الإعجاب بالأمور الدينية والروحية «إذ رأي آيات وقوات عظيمة تُجرى أندهش».
والسؤال لك عزيزي: هل لك الإيمان القلبي بالمسيح، الإيمان الذي يغيّر حياتك لتصبح خليقة جديدة؟ أم أنك تعيش فقط حالة من الإعجاب بالدين والعظات والاجتماعات؟
3. كان يلازم فيلبس (أعمال8: 13)
هناك فارق كبير بين أن تسير مع المسيح وأن تسير مع الذين يسيرون مع المسيح!! فلقد قيل عن لوط أنه السائر مع أبرام.. لكن قيل عن أخنوخ «وسار أخنوخ مع الله» وما أبعد الفارق بين الحالتين. إن سيرك وعلاقتك بالمؤمنين وخدام الرب لشيء رائع.. لكنه كارثة إن لم يكن لك علاقة شخصية بالمسيح.. فحينما غيَّر الرب قلب متى العشار، تقول كلمة الله عنه «فترك كل شيء وقام وتبعه (تبع المسيح)» (لوقا5: 28).
4. يريد الحصول على البركات بأمواله (أعمال8: 18)
قدَّم سيمون للرسل دراهم، طالبًا منهم أن يعطياه موهبة الله - عمل الروح القدس - فيا له من غباء!! يشتري الإنسان المسكين أمور وعطايا الله بدراهم؟ مرة أخرى إنـها خدعة إبليس ليعمي الناس عن نعمة الله المخلّصة المجانية، ليستمر القلب البشري فى خداعه. يقول الكتاب «عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب... بل بدم كريم... دم المسيح» (1بطرس1: 18). هذا هو الثمن لكل البركات، ووسيلة نوال البركة هي النعمة، بالإيمان، «لأنكم بالنعمة مخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله» (أفسس2: 8).
عزيزي.. كُفَّ عن مجهوداتك لتنال بركات ومواهب الله.. إنها فقط عطية مجانية لمن يؤمن بالمسيح.
5. لم ينَل الحرية من قيوده الشيطانية (أعمال8: 20)
كشف الروح القدس حالة هذا الساحر الممثّل، فقال له بطرس «لأني أراك فى مرارة المُر ورباط الظلم». وعجبي على من هم مثل سيمون، يدّعون أنهم مؤمنين وهم ما زالوا مقيَّدين فى شهواتـهم، محبين للخطية! إنها أكبر كارثة تقود للجحيم!
عزيزي.. إن مقابلة المسيح المخلّص والولادة الثانية تعني أفراح الحياة الأبدية، بدلاً من مرارة الخطية، وهي تمنح حرية كاملة من قيود النجاسة والعبودية، فتصبح بحق خليقة جديدة. «إغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كورنثوس6: 11).
6. لا يريد أن يتوب أو حتى يصلي (أعمال8: 24)
كنت أتوقع من سيمون، بعد ما كشف الرب حالته، أن يصرخ تائبًا طالبًا الرحمة، مثلما صرخ داود حينما كُشِفَت خطيته قائلاً «أخطأت إلى الرب»، فجأته الإجابه «والرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك لا تموت» (2صموئيل12: 13)؛ فإن إلهنا لا يُسرّ «بموت الشرير بل بأن يرجع... عن طريقه فيحيا» (حزقيال33: 11).
لكن للأسف، يقول سيمون «صلِّيا أنتما إلى الرب من أجلي». حتى الصلاة لا يصليها.. فهل تفيد الخاطئ صلاة كل المؤمنين ما لم يصلِّ هو تائبًا؟!
عزيزي.. إن الرب ما زال يقدِّم الوعد بالغفران والقبول لكل خاطئ يأتي تائبًا باكيًا، محتميًا في كفارة ودم المسيح «وليتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران» (إشعياء55: 7).
أصلي من كل قلبي أن لا يكون إيمانك مثل سيمون، بل يكون إيمانًا حقيقيًا يعطيك إحتماء في فداء المسيح، وتوبة عن كل خطية، فتصبح بحقّ رعية مع القديسين وأهل بيت الله.
أرجوك.. لا تكن مثل سيمون!!