مع الأيام الأولى من هذا الشهر (مارس2008)، والمجلة ماثلة للطباعة، فوجئ أهالي منطقة ”المقصبة“ (وتقع على بعد 50كم من بلطيم بمحافظة كفر الشيخ بمصر) بحدث فريد من نوعه. إذ ظهر قرب شواطئهم جسمًا ضخمًا طافيًا فوق الماء، احتاجوا إلى ثلاثة ”لوادر“ لسحبه إلى الشاطئ؛ حيث تبين أنه حوت أبيض نادر من نوع ”الهمباك“ أو ”الحوت الأحدب“. يتجاوز طوله 16 مترًا، ووزنه يتجاوز 10 أطنان (10000كم). أصــيب الـمـواطنون بالدهشة لضخامته، ولعلم الجميع أن الحيتان تعيش في المحيطات وليس البحار كالبحر المتوسط الذي تقع عليه البلدة.
عندما قرأت الخبر، تذكَّرت قصة طريفة عن امرأة مؤمنة بسيطة لم تحظَ إلا بقليل من التعليم، ذهب إليها يومًا أحد الملحدين،محاولاً أن يشكِّكها في صحة الكتاب المقدس الذي تؤمن به. سألها في تحدٍّ ساخر: ”يسيدتي، هل تصدقين أن هناك حوتًا يمكن أن يبتلع يونان دون أن يمضغة ثم يقذفه إلى الشاطي سليمًا بعد ثلاثة أيام كما يقول كتابكم؟!“. صمتت المرأة البسيطة قليلاً، ثم قالت وعلى وجهها ابتسامة إيمان: ”وإن قال الكتاب إن يونان هو الذي ابتلع الحوت فسوف أصدّقه، لأن أومن أنه كتاب الله“.
منذ القديم كثرت تهكمات بعض مدَّعي العلم على معلومات في الكتاب المقدس يرون أنها ضد العلم. ومن أمثلتها موضوع يونان والحوت. فقد ادّعوا أن حجم الحوت (حسب معرفتهم) لا يسمح بأن يبتلع يونان دون أن يقطّعه بأسنانه إربًا إربًا، وبالتالي لا يمكن أن يخرجه حيًّا. ثم أن القصة من المفترض أنها حدثت في البحر المتوسط الذي ليُعرف أن به حيتان.
وتمر الأيام، وبالعلم يعلم العالم أنه لا يعلم!! فقد اكتُشف نوع من الحيتان، يسمى ”الحوت الأزرق“ يصل طوله إلى 33 مترًا (يمكن لمن يزور معمل المائيات بجامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا كروز أن يشاهد هيكلاً عظميُا لحوت أزرق - انظر الصورة السفلى). وهو يستطيع ليس فقط ابتلاع يونان، بل قارب به عدة أفراد. ثم ها هي أيامنا تأتي بحوت على شواطئنا لتؤكِّد من جديد أنه ليس من مانع عند الله أن يجعل حوتًا يسبح في البحر المتوسط.صديقي.. في كل اختلاف بين العلم والكتاب المقدس، سيتغير العلم ليثبت أن كلمة الله هي العليا. فما أعظم إعلان الله في كتابه!!