اقترب رجل فقير مسكين، يلبس ثيابًا بسيطة تدل على فقرة الشديد، إلى قصر الإمبراطور ”فردريك الأول“. كان الرجل يرتعش من البرد، وقد بدا علية الهزال الشديد. نظر إليه الناس فى اندهاش شديد، وأخذوا يتساءلون: ”من هذا الرجل الذى يقترب من قصر الإمبراطور؟“ أجاب البعض: ”ربما يكون مجنونًا فقد عقله“، وأجاب البعض الآخر: ”بل إنه من أعداء الإمبراطور متخفّيًا فى زي مسكين فقير، ولا بد أنه ينوى شرًّا بالإمبراطور“.
سمع الرجل المسكين كلامهم، ولكنه توجَّه بشجاعة إلى القصر، وطلب من الحرس مقابلة الإمبراطور. رفض الحرس بشدة أن يسمحوا له بالدخول. ولكن أحدهم سأله : ”وماذا تريد من الإمبراطور؟“ أجاب ببساطة: ”أريد أن أشرح له حاجتي الشديدة، فأنا فقير جدًا“.
أخذ الحراس يضحكون، وكادوا يدفعونه بعيدًا، ولكن أحد الحراس منعهم قائلاً: ”دعونا نخبر الإمبراطور بأمر الرجل، فهذا هو واجبنا“. ثم أسرع، وسط ضحكات الحراس، وأخبر مسؤولاً كبيرًا عن مطلب الرجل.
أندهش المسؤول جدًا، ولكنه قال: ”على أية حال، فإن من واجبى أن أخبر الإمبراطور“. ثم مَثَلَ في حضرة الإمبراطور، وأخبره بمطلب الرجل.
كان الإمبراطور مشغولاً جدًا، ولكنه سمح بدخول الرجل، الذى ما أن دخل إلى حضرة الإمبراطور حتى قال له الإمبراطور: ”أسرع وأخبر بطلبك في ثلاث كلمات فقط، فأنا مشغول جدًا“. أجاب الرجل على الفور: ”البرد والجوع“.
أجاب الإمبراطور فى الحال: ”الفحم والغذاء“. وأمر الإمبراطور بمبلغ كبير من المال ليفي حاجة الفقير تمامًا.
أليس في هذا وصفًا لحالة الإنسان المسكين الساقط الذى يرزح تحت الخطية والموت؟! لقد جلبت خطية آدم الموت إلى جميع الجنس البشري، وأصبحت حاجة الإنسان الشديدة هي إلى الغفران والحياة؛ وهذا ما أعدَّه الله لنا فى صليب المسيح.
ففى صليب المسيح جهَّز الله لنا غفرانًا «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أفسس1: 7). وبموت المسيح صارت لنا الحياة «الذى أبطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود» (2تيموثاوس 1: 10). إذهب إلى الله بكل بساطة، وبإيمان وثقة، معترفـًا بخطاياك، واستحقاقك للموت الأبدي. قل له: ”حالتي هي: الخطية والموت.
فسيمنحك في الحال: ”غفرانًا وحياة“.