اسعى يا عبد.. وانا اسعى معاك
يقولون هذا المثل على لسان الله!! ومن يقوله يستحث المستمع (كعبدٍ لله) على لسان الله - تبارك اسمه - على أن يقوم بدوره، على اعتبار أن قيام العبد بدوره يجعل الله يقوم بدوره هو الآخر!
وغرض المثل هو التشجيع على الاجتهاد ونبذ الكسل وأن يقوم المرء بواجباته، وهذا في حد ذاته أمر لا غبار عليه، وتسنده كلمة الله، ويكفي أن تقرأ سفر الأمثال لتعرف ذلك. لكن المشكلة أن هذا المثل الشعبي يعتبر الإنسان شريكًا لله في العمل، بل يجعله الشريك البادئ بالعمل!!
ذكَّرني هذا بمشهد رأيته مرارًا، عندما يُصِرّ طفل صغير على أن يساعد والده على حمل حقيبة سفر كبيرة! هل تُراه يستطيع؟ أم إن ما يستطيعه هو أن يعطِّل والده فحسب؟!
يومًا سأل الله أيوب «أين كنتَ (أنت) حين أسَّستُ (أنا) الأرض؟ أَخبِر إن كان عندك فهم!» (أيوب38: 4). و اليوم، السؤال نفسه هو لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يساعد الله، أو أن يبدأ له عملاً.
لكن اسمع ما تقوله كلمة الله الصادقة: «لأن الله هو العامل فيكم: أن تريدوا، وأن تعملوا من أجل المسرّة» (فيلبي2: 13؛ اقرأ أيضًا عبرانيين13: 20، 21؛ 2كورنثوس3: 5). فالله هو البادئ بأن يضع في القلب الرغبة في إرضائه، ثم هو المتمِّم إذ يعطي الحكمة والقوة اللازمتين لإتمام العمل الصالح.
صديقي..
دعك من الظن بإمكانياتك، وتذكَّر أن الرب قال «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).
ومن الناحية الأخرى، لا يفشلنك الشيطان بأنك لا تستطيع؛ فبإمكانك أن تجد الحل عند الله، والذي وحده يستطيع أن يبدأ فيك العمل الصالح وأن يكمله، فتقولها بثقة «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (فيلبي4: 13).
لتكن ثقتك هكذا، وعندما ترى الله يعمل في حياتك، ستتهلل مع الذين قالوا: «يا رب تجعل لنا سلامًا؛ لأنك كل أعمالنا صنعتها لنا» (إشعياء26: 12).