لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
لعله واحد من أشهرالأمثال العربية، وله أمثال مشابهة في الكثير من لغات العالم! فمثلاً يقولون في الإنجليزية: «Tomorrow never comes»؛ أي «غدًا لا يأتي أبدًا»، بمعنى أنك إن أجَّلْتَ شيئًا للغد، فغدًا هذا لن يأتي، وستبقى تؤجل.
ويتميز هذا المثل بأن غالبية الناس يتفقون عليه وينصحون به الآخرين، ونفس الغالبية لا يعملون به!
وإذا أردنا أن نستفيد من هذا المثل فعلينا أن نعرف حقيقةً ما هو «عمل اليوم» فنعمله ولا نؤجِّله إلى غدٍ، الذي لا نعلم أمره؛ فحياتنا ما هي إلا بخار (يعقوب4: 14).
ولا أعتقد أن هناك تعريف لهذا العمل أفضل من قول الحكيم: «فاذكر خالقك في أيام شبابك (أي اليوم)، قبل أن تأتي أيام الشر (غدًا، ولا نعلمه متى) أو تجيء السنون إذ تقول: ليس لي فيها سرور (إذ ضاعت الفرصة)» (جامعة12: 1).
صديقي، هل تعرَّفتَ بالمسيح مُخَلِّصًا شخصيًّا وبدأتَ معه طريق الحياة الحقيقية ضامنًا فيه الغد؟ أم أنك من ضِمن من يُدعَوْن «الناسين الله» (مزمور50: 22)؟!
احذر أن تنسى عمل اليوم هذا، وتنشغل بما لا يبقى، فتصير كذاك الذي «قال له الله: يا غبي! هذه الليلة تُطلَب نفسك منك؛ فهذه التي أعدَدتها، لمن تكون؟» (لوقا12: 20). وأرجوك لا تضيع حياتك في ما يأتي بك إلى الدينونة من شرور، وانتبه لتحذير الحكيم في جامعة 11: 8-10!
لكن الأمر أيضًا بعد الإيمان يحتاج أيضًا إلى نصيحة تحذِّرنا من الكسل. يقول الحكيم في أمثال 6: 6-10: «اذهب إلى النملة أيها الكسلان، تأمَّل طرقها وكن حكيمًا... (وسرُّ حكمتها أنها) تُعِدُّ في الصيف طعامها». وكشاب أنت في صيف حياتك؛ أحلى أيام العمر، بكامل طاقاتك وإمكانياتك وفرصك! أفضل وقت يمكنك فيه فهم كلمة الله وحفظها وادخارها كسلاح ضد هجمات إبليس... أكثر وقت يمكنك فيه أن تخدم الرب وتكرمه، الوقت الذي بدأ فيه غالبية من أكرموا الرب وخدموه (2تيموثاوس3: 15، 16). إنه الفرصة السانحة لتعد لحياة جميلة يملؤها محبة الرب ومخافته؛ فهل تنتهزها فرصة؟ أم تُضَيِّع الوقت كسلاً، فتكون النتيجة الحتمية: «قليل نوم بعد قليل نعاس... فيأتي فقرك كساعٍ وعوزك كغازٍ»؟!
عزيزي، اعرف «عمل اليوم»، وأناشدك ألا تؤجِّله إلى الغد!