جوله لها معني في 100 عدد

من أول عدد صدرت فيه نحو الهدف كان هدفنا واضحًا: أن نقود شبابنا الغالي إلى حياة أفضل، بمعرفة حقيقية عميقة بربنا يسوع المسيح؛ أن نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح.  لم يبرح هذا الهدف الواحد من عين كل من شارك في المجلة: كل من ركع ليصلي، كل من قضى وقتًا يفكر، كل من أمسك قلمه ليكتب، كل من جمع وراجع وحرر، كل من صمَّم ونفَّذ، كل من شارك بالتوزيع وتوصيل المجلة.  الجميع اتفقوا وأجمعوا على أداء هذه الرسالة، وتحقيق هذا الهدف الجليل.

وفي سبيل تحقيق هدفنا، اهتممنا بتقديم مادة متنوعة، في المحتوى وفي الشكل، على صفحات المجلة والتي بلغت 3000 حتى عددنا هذا؛ مادة نقدِّم فيها رسالة الإنجيل للذي لم يحسم موقفه من المسيح حتى الآن، كما ونقدِّم فيها إرشادًا للبادئين في طريق المسيح، وتسنيدًا للعاثرين، وتشجيعًا للمنحنين، ونورًا للباحثين، ومساعدة للجادين في درس كلمة الله. 

كان، وسيظل، منهجنا العام هو الاستناد على كلمة الله وحدها؛ فهي، دون غيرها، يمكنها أن تحقق الهدف السامي الذي هو نصب عيوننا.  وقد اجتهدنا أن نقدَّمها بشتى الطرق وفي كل مناحيها الجميلة، حتى ما يجد كل واحد احتياجه فيها، وبالطريقة التي يمكنه أن يستوعبها.
 
سنحاول بمعونة الرب أن نساعدك على دراسة الكتاب المقدس بأن نقدم لك فكرة مختصرة عن كل سفر من أسفار الكتاب بعهديه تصلح لتكون مفتاحًايفتح لك باب هذا السفر ليسهل عليك دراسته بمفردك لكي تكون متأهبًا لكل عمل صالح.


*ولأنه من المهم أن نتعلم من حياة الآخرين، فالتعلم بالقدوة واحد من أفضل طرق التعلم.  نتعلم ممن سبقونا، حتى نفيد من نجاحاتهم ونبتعد عن ضعفاتهم، فحياة الآخرين مدرسة للراغبين، لذا فقد كان لهذا المجال اهتمام كبير في مجلتنا.

*وعلى قمة الشخصيات التي وجب علينا أن نضعها نصب أعيننا كالمثال الأعلى والقدوة التي لم تخفق يومًا، ذلك “النموذج الفريد”، ربنا المجيد، سيدنا الغالي.  فأن نتعلم منه فلابد وأن نجد راحة لنفوسنا (متى11: 29)، وأن نتعلمه  هو شخصيًا (أفسس4: 20) ستكون النتيجة أن نفعل، مثله، كل شيء في محله (لوقا23: 41).  وليقيننا بهذا كانت أبواب كثيرة، كل منها تناول تلك الشخصية الفذة من جانب، مثل: “أسماء المسيح”، “عظماء والأعظم”، “كله مشتهيات”، “ناظرين إلى يسوع”، “صور عن المسيح”.  وكذلك في موضوعات متفرقة على سبيل المثال لا الحصر: “اتعلم المسيح... وخليك كبير”.

*كما وتناولنا شخصيات كتابية متعددة، في باب مثل “فتيان لا عيب فيهم”، أو في متفرقات من مقالات أخرى لكتاب متنوعين، فالكتاب المقدس يعلمنا أن كل ما أصابهم كان مثالاً لنا (1كورنثوس10:11) لنعتبر به، وأن كل ما سبق فكُتِب كُتِب لأجل تعليمنا نحن (رومية15:4)، لنتعلم من نقاط القوة فيهم، ونتحذر من نقاط الضعف.  وكما تكلمنا عن شخصيات مشهورة مثل: يعقوب، موسى، جدعون، شمشون، وغيرهم؛ فقد تكلمنا أيضًا عن شخصيات مجهولة مثل: أرسترخس، تريتيوس، تُولَعُ بْنُ فُوَاةَ، أندرونكوس ويونياس.  وفي كل منها استفدنا دروسًا من نجاح ومن فشل، من صعود ومن هبوط، بل وتحذرنا من أن “هؤلاء هلكوا، فلا تهلك أنت أيضًا” حتى لا يقع واحد في فخ من فخاخ إبليس التي كم قادت كثيرين للهلاك.

*كما وامتد بصرنا أيضًا لنتعلم من شخصيات عبر التاريخ من انتهاء كتابة الكتاب المقدس إلى يومنا الآن، عملاً بقول الكتاب: «انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عبرانيين13: 7).  فكان باب “تاريخ مجيد” بما حوى من أبطال في تاريخ الكنيسة عاشوا حياتهم مُكَرَّسين للرب، بل وماتوا من أجله، مثل: وليم تندَل، أثناسيوس، هَدسون تايلور.  وكذا مقالات متنوعة عن شخصيات عاشوا مثلنا لكن امتلأت حياة كل منهم بالدروس الغنية لحياتنا اليوم، مثل: “نعم مهما كان الثمن”، “الضريرة التي أبصرت السماء”، “كرنيليوس ان دَيْك”، “هل كان أحمق؟”.  وكذا لقاءات مع أشخاص جازوا ظروفًا خاصة تركت لنا دروسًا هامة، مثل: “ضمنت الأبدية وهذا يكفيني”، “ليس بالذكاء فقط يتفوق الإنسان”، “البطولة الحقيقية”.

*ولعلمنا بأهمية درس الكتاب، النور الذي يجلي الظلمة، ويزكي طريق الشاب، ويعلمه أكثر من المعلمين؛ فقد قدَّمنا عدة مقالات عن أهمية دراسة الكتاب المقدس وكيفيتها مثل: “كيف تقرأ؟” و“كيف تدرس الكتاب المقدس؟”.  كما وأفردنا بابًا خاصًّا؛ هو “سفر مفتوح”، والذي قَدَّم حتى الآن مفاتيح للعهد الجديد كله ولجزء من العهد القديم، تسهل دراسة هذه الأسفار.  وفي السياق نفسه، وكمعونة للدارسين الباحثين، قدَّمنا أبوابًا مثل: “الموسوعة الكتابية” والتي جالت بنا - إلى الآن - مستخلصة دروسًا من بين أشجار الكتاب ومُدُنه وأنهاره وجباله وحيواناته وأرقامه، وكذا جسم الإنسان كما ذُكِر في الكتاب.  كما امتلأت صفحات المجلة بسلاسل دراسية في موضوعات كتابية متفرقة مثل: “أجمل خيمة”، “أحداث وتواريخ”، “صور عن المسيح”، “مِهَن الكتاب”، “رحلة البرية”.

*نحن ندرك تمامًا أن الحكمة في أن نتعلم مما يجري حولنا، وكثيرًا ما وجَّه الرب تلاميذه أن يفعلوا هذا (لوقا21:8؛ 12:24-27؛ متى24:32؛ ...).  فالله يستخدم كل ما يحدث كأصوات قوية تُبلغنا كلام من عنده وعلينا أن نلتقط نحن رسالته، ونتعلم، ونتحذر، ونتعظ.  وقد اهتممنا بمتابعة الأحداث التي تقع حولنا وتشغل الناس، ليس لنغطيها صحفيًا، بل لاستخلاص الدروس منها لفائدة وبركة قراء المجلة. وهكذا أصبح من المعتاد أن نسمع من قُرَّائنا، عقب كل من حدث مُمَيَّز يحدث حولنا أو لنا: “طبعًا ها نقرا عن الموضوع دا في المجلة اللي جاية!”.  ومتى وجدنا دروسًا مستفادة لم نكن نتأخر عن تقديمها لقُرَّائنا.  وأول مرة تابعنا فيها حدثًا كانت في مقال: “وداعاً يا زهرة إنجلترا” في العدد 28.  وواحدة من المرات الشهيرة كانت أحداث 11 سبتمبر والتي أفردنا لها وقتها مُلحقًا خاصًّا، وكذا حادثة قطار الصعيد الشهيرة، وكارثة تسونامي، والجراد، ومقالات مثل “حد فاهم حاجة؟!”.  ومواضيع تُلقي نظرة على ما يدور حولنا وكيف يفكر الناس، مثل مقال: “ماذا يعتقد العالم في الله؟”.  كما واستخلصنا دروسًا من أحداث رياضية مثل مقالات: “I belong to Jesus”، “كأس العالم”، “ كيف أعددت ملفك؟”، “نطحة وكارت أحمر”، “دروس غنية من بطولة غانا الأفريقية”، وغيرها.

*أما القصة الواقعية، فنحن نعتبرها درسًا مصوَّرًا في أحداث حية.  من خلالها يمكن أن تقدَّم بشارة للبعيد وتحذيرًا للعنيد، وتعليمًا للمؤمن وتحريضًا للقديس، وتشجيعًا للعاثر ونورًا للحائر.  ولدينا في بريدنا ومن ملاحظات قُرَّائنا التي يبلغونها لنا شفاهًا أن الكثير من هذه القصص والتعليق عليها كان لها التأثير الكبير.  ومن القصص الشهيرة التي نشرناها: “الفنان والوجهان” والتي تصدرت العدد الأول وعلَّق عليها الكثيرون، و“عندما صمت البيانو” بشجنها اللافت للنظر هي و“النزول المحطة القادمة”، وغيرهما مثل “دجاجة أم نسر؟”، “ملاكي أم أجرة؟”، “ملابس الإمبراطور”، وغيرهم الكثير والكثير.

*وللموضوعات العملية كان باع كبير في 100 عدد من .  فكانت مواضيع تهم الشباب بصفة عامة مثل: “السقوط المتكرر”،“الصداقة”، “الطموح”، “العواطف”، وكثير مما يتناول مشاكلهم النفسية أيضًا.  وموضوعات الساعة التي تشغلهم والتي يجب دائمًا أن نفحصها في ضوء كلمة الله، مثل: “إنترنت نعم... إنترنت لا”، “لا تدع العنكبوت يصطادك”.  وما يتعامل حتى مع اهتماماتهم الموسمية مثل: “باقي من الزمن”، “احترس السنة الدراسية قادمة”، “صيف ساخن جدًّا”، “ليلة الامتحان”، “أحلام الإجازة”.

*ولم ننسَ المسابقات في مجلتنا؛ لنحث القارئ على البحث والتنقيب في كلمة الله.  فمن مسابقات تنشر في معظم الأعداد، إلى المسابقات التي أسميناها “المسابقة الكبرى”، كان غرضنا أن نجعل قارئنا يحصِّل فائدة أكثر من خلال دراسته لكلمة الله ولمحتوى المجلة.

*أما عن مشاركات القُرَّاء فقد أثْرت المجلة بحق، وأبرزت مواهب على الطريق، إذ أتاحت مساحة ونافذة مفتوحة لهذه الطاقات.  ومن الإنتاج الجميل الذي قدَّمه باب: “بأقلام القراء” نذكر على سبيل المثال: “أنت أعظم أنت أروع”، “وقفت منتظرًا رجوعي”، “ثم ماذا؟!”، “حبك فضه فيَّ”، “كونوا رجالاً”، “العصفور الخامس”، “واحة وسط الصحاري”، “هل تقبل أن أدنو إليك؟”، “اشربي يا نفسي والهَجي”، “قلت متى”، “وفاء موسيقار”، “حاجز”.  وكذلك ساهمت أسئلتهم في تعريفنا باحتياجات الجيل الذي نخدمه لنتمكن من خدمته بشكل أفضل.  وكذا كل مقترحات أرسلوها إلينا كانت سبب بركة لنا في عملنا في المجلة.

عزيزنا القارئ، هذه كانت جولة سريعة في 100 عدد، في سطور قليلة صحبناك عبر 6000 يوم وأكثر!  غرضنا أن نعرِّفك كيف نفكِّر فيك أنت شخصيًّا ونحن ننشر مقالاتنا، وأن نشجعك، إن كنتَ من قُرَّاء المجلة الجدد، أن تبحث عن الأعداد القديمة لتشارك كثيرين في فوائدهم.  أما إن كنت من قدامى القُرَّاء، فرغبتنا أن تسترجع فوائد سبق فجنيتها، فتنهض بالتذكرة ذهنك النقي، وتقودك لمشاركة الآخرين بها.
والآن ماذا ننتظر منك؟

_ الصلاة، والصلاة المستمرة، ليقودنا الرب كل خطوة لنعمل لبركة كل من تصل إيديهم إلى المجلة.  فنحن لا نعتمد على خبرة سابقة، لكن على معونة متجددة من صاحب القدرة ورب العمل.

_ أن تشارك الآخرين بكل فوائد استفدتها، وبتقديم أعداد المجلة لهم.

_ أسئلتك التي تشغل فكرك تهمنا جدًّا، ومشاكلك أساسية بالنسبة لنا؛ فأَرسِل بها إلينا، وسنجتهد أن نساعدك.  ,شاركنا برأيك دائمًا، فملاحظاتك واقتراحاتك محل دراسة مِنَّا، ونحن نعتبرها ضوءًا هامًّا بالنسبة لنا.

دُمتَ متمتعًا بالمسيح،
ناميًا في معرفته... 
ودُمتَ صديقًا لنا دائمًا!