المركب اللي فيها ريسين تغرق

مثل بليغ بالعامية المصرية.  وهو يعني أن القيادة في أي مجال يجب في النهاية أن تكون لواحد.  فإن وُجد على سفينة واحدة قبطانان، وإن امتد الوفاق بينهما بعض الزمان، ففي كثير من الظروف ستصطدم قراراتهما، وخاصة وقت الطوارئ؛ واحد يريد أن يتجه يمينًا والآخر يسارًا.  وتخيل أن عُمّال المركب انقسموا إلى قسمين كل واحد فعل إرادة واحد من القبطانين!  لا بُد وأن تغرق السفينة.

وفي سفن حياتنا الأمر كذلك.  أتذكَّر ترنيمة تعلمها كثيرون مِنَّا في مدارس الأحد تقول:

مين ساكن في قلبك مين؟
واحد بس من الاتنين
إما الله، أو الشيطان
واحد  بس، مش الاتنين

فلا يمكن أن يكون الله قائدًا لحياتك، وأنت في ذات الوقت خاضع لسلطة الشيطان؛ فكيف تلتقي القداسة مع النجاسة؟!  أو يجتمع النور والظلمة؟  وأي اتفاق للمسيح مع الشيطان (2كورنثوس6: 15)؟!  لا يمكن أن ترضي الله والشيطان في آنٍ واحد.  بل السبيل الوحيد ليكون الله “ريس” (أي سيد) حياتك، هو أن تدعوه أن يحررك من إبليس، السيد القاسي، ليدخل المسيح إلى حياتك مالكًا وقائدًا وراعيًا.  ليتك تفعل ذلك الآن!

على ذات المنوال قال الرب يسوع: «لا يقدر أحد أن يخدم سيدين.  لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر» (متى6: 24).  والقول لا يحتاج إلى تعليق.

على أن بعض المؤمنين، بعد أن تحرروا من سيادة إبليس بفضل عمل المسيح، يرتكبون خطأً جسيمًا حين يعتقدون أنهم يستطيعون أن يقودوا بأنفسهم سفينة حياتهم والرب فيها، وكل ما عليه هو أن يتدخل في الأزمات أو عند عجزنا!  وهل يستقيم مثل هذا الوضع؟!  كلا يا صديق!  بل، هيَّا سلِّم زمام الأمر ودفة الحياة ليديه الماهرتين!  دعه يقود، واجلس بجانبه في سلام واطمئنان!  سيصل بك إلى المينا الأمين في خير حال، وطوال الطريق ستبقى باستمتاع به. 

 

 

هيَّا رنم معي:

 

إن قادني ربي العَلِي
لا أرهب الشرَّ
بالحكمة يقود، بالنعمة يسود
فلا أرى الضرَّ