كان رجل يكتشف بعض الكهوف على شاطئ البحر. في أحد الكهوف وجد حقيبة من “الخيش” بها مجموعة كُرات جافة من الطين. بدا وكأن أحدهم صنع تلك الكرات وتركها لتجف في الشمس. لم تكن تلك الكرات تساوي الكثير ولكنها أثارت اهتمام الرجل، فأخذ الحقيبة وخرج من الكهف. وبينما هو يتمشى على الشاطئ، جعل يقذف بتلك الكرات في البحر إلى أبعد مدى.
لم يفكر كثيرًا في الأمر... إلى أن سقطت إحدى تلك الكرات وتحطمت على الصخور، وإذا بداخلها حجر كريم جميل جدًّا! اندهش الرجل وشرع يكسر باقي الكرات الطينية، وبداخل كل منها وجد كنزًا مماثلاً. لقد كانت هناك أحجار تساوي بضعة آلاف من الدولارات في العشرين الكرة الباقية معه.
عندئذٍ صدمه الأمر: لقد ظل وقتًا طويلاً على الشاطئ، وقد ألقى بحوالي 50 أو 60 كرة طينية بكنوزها الدفينة في مياه البحر! بدلاً من آلاف الدولارات، كان يمكنه أن يحصل على عشرات بل مئات الآلاف من الدولارات! ولكنه ألقى بها في البحر بكل بساطة!
إنه نفس الشيء بالنسبة للبشر. قد ننظر إلى أحدهم، وربما أيضًا إلى أنفسنا، ولا نرى سوى الإناء الخزفي الخارجي. لا يساوي هذا الإناء الكثير، ولا يبدو دائمًا جميلاً أو متألقًا من الخارج؛ ولذا فغالبًا ما نسقطه من حسابنا.
إننا قد نرى شخصًا ما، أقل أهمية من شخص آخر أكثر جمالاً أو أناقة أو شهرة أو غِنًى، ولكننا لا نأخذ أبدًا وقتًا كافيًا لنجد الكنز المُخفَى داخله.
هناك كنوز دفينة في أوانينا الخزفية (2كورنثوس4: 7)، ولكن إن أخذنا الوقت الكافي لنتعرف على هذا الشخص، وإن سألنا الله أن يرينا إياه كما يراه هو، فإن الطين سينجلي ويبدأ الكنز يتلألأ شيئًا فشيئًا. قد نصل إلى نهاية حياتنا ونجد أننا قد ألقينا بكنوز، فقط لأننا ظننا أنها مجرد “كرات من الطين”! يا ليتنا نرى الناس كما يراهم الله!
نقلها عن الإنترنت: رامز سامي