يومًا هناك في أورشليم


من سلسلة: بأقلام القراء
يومًا هناك في أورشليم
رأيتُ جَمعًا ساخطًا
اصلبه.. اصلبه؛ فذا
ورأيتُ شخصًا بينهم
لطمًا وبَصقًا أشبعوه
رأيتُ ما يدعو العجبْ
يصرخ حِقدًا وغضبْ:
دمه علينا قد وجبْ
خائرًا كالماء انسكبْ
ثم إلى الصلبِ ذهبْ
تابعت سيريَ بينهم
ولما اقتربتُ لأنظرَ
فذاك ربي وسيدي
ومثل شاةٍ بينهم
كي أنظرن ذاك الغريبْ
قد هالني دهشٌ رهيبْ
يئن من حملِ الصليبْ
للذبح قد سارَ الحبيبْ
وفوق تل الجلجثة
فوق صليبٍ من خشب
ولم يكتفوا بفعلهم
إن كنتَ أنت ابن الإله
قد علَّقوه مسمِّرينْ
بين اللصوص المجرمينْ
بل عيَّروه هازئينْ:
انزل فنغدوا مؤمنينْ
يا للعجب! يا للعجب!
كيف لهم أن يجرؤوا
كم يستحقون من عقابٍ
لا بُد يومًا سينالون
يا للخطاة الآثمينْ!
أن يسفكوا الدمَ الثمينْ؟
جزاء فعلِهم المُشينْ؟
حتمًا قصاص الهالكينْ
ذكَّرتُ نفسي مَن أنا
ها إني خاطئ مثلهم
أُنكِرُه، أجرحُ قلبَهُ
وكأني أصرخ مثلهم:
ماذا أنا أفعل هناكْ
أستوجبُ موت الهلاكْ
أُسلِمُهُ، أسقط في الشراكْ
اصلبه؛ لا أريدُ ذاكْ
يا لبشاعة موقفي!
أحتاجُ غفرانًا أكيدًا
فرفعتُ عيني نحوَهُ
وطلبتُ منه المغفرةْ
ها إني أوَّل الخطاةْ
أحتاجُ صفحًا ونجاةْ
مَنْ عَنِّي قد سالت دماهْ
مَن لا يَرُدُّ مَن أتاهْ
فسمعتُ ذا الصوتَ الحنون:
ولما قال: قد كَمُل،
فشكرتُ ذا المصلوب، مَنْ
أعبـــدُهُ، أخدُمُـــــه،
اغفر لهم يا أبتاه
أدركتُ أن ديني وفاه
صار لي الرب الإله
أُهدي له كلَّ الحياة

صفاء صبحي - الولايات المتحدة الأمريكية