لمسة شفاء


من سلسلة: بأقلام القراء

 «ومسَّت ثوبه لأنها قالت: إن مسست ولو ثيابه شُفيت.  فللوقف جَفَّ ينبوع دمها، وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء» (مرقس5: 27-29) 

امرأة عاشت قديمًا
جعلها تحيا وحيدة
ولأن ذا الداء نجس
بل وكل ما تمس
إن ذا الداء عضال
دون أمل في الشفاء
فكانت تجول على الدوام
وهي تلتمس النجاة
عانت كثيرًا من الجميع
وأنفقت كل ما تملك
  أصابها داء خطير 
في عُزلة الحزن المرير 
فأبعد عنها القريب
يصير نجسًا للمغيب
ودام لسنين طوال
فغدا أمرًا محال
من طبيب إلى طبيب
من ذلك الداء الرهيب
دون أمل في الشفاء
على العلاج والدواء
     
حتى سمعت عن يسوع
من كان يشفي الجميع
يشفي الأعمى بلمسة
يشفي الأعرج والأصم
ويشفي الأبرص النجس
يشفي الكل بأمره
  ذاك الذي يشفي العِلَل
فجدَّد فيها الأمل
من يديه ذاك البار
بكلمة فيها اقتدار
حتى يصير كالأطهار
فهو الإله وله القرار
فقالت:    
آه لو أني أراه
فيبرأ جسدي مما اعتراه
لكنني لست أظن
بامرأة بنزف دم
فهو ليس لديه وقت
فإن لم ينظر حتى إليَّ
فهو لديه من الأناس
لكنني سوف أحاول
بدونه يبدو الشفاء
فيأمر دائي بالرحيل
سأكون شاكرة الجميل
أنه قد يبدي اهتمام
مرفوضة على الدوام
له الكثير من المهام
فهو حتمًا لا يُلام
الآلاف من الأكوام
فذاك هو أملي الوحيد
في عيني كالحلم البعيد
     
وذات يوم وسط الزحام
جاءت إليه خفية
وكان يمشي في عجلة
فهو سيشفي طفلة
  وسط حشد من الجموعع
جاءت لكي تطلب يسوع
مسرعًا وسط الزحام
كانت على وشك المنام
فقالت في نفسها:
لا أبتغي سوى لمسة
وأؤمن أني سأبرأ
فلم تنادي بصوتها
وترجت بكل قلبها
فتسحبت وسط الحشود
مدت يديها لتلمس
لست أحتاج عداها
حتمًا ما دام إلها
لئلا تلفت الأنظار
لمسة لثوب البار
نحو ذا الهدف المنشود
طرف ثوبه الممدود
ففي الحال برأ جسمها
ووقف سيل دمها
   
وحينها وقف يسوع
وقف يسأل: من لمسني؟
فالجمع كان يزحمه
ربما اقتربوا بالجسد
لم يفهموه، لم يعرفوه
فخرجت إليه حينها
وكيف شُفِيَت بلمسته
وسط ذا الجمع الغفير
ردوا و قالوا: الكثير
لكن لم يلمسوه
لكن لم يلمسوه
ولم يذوقوا وينظروه
تقصُّ عليه ما حصل
من دائها بعد الفشل
فردَّ عليها قائلاً:    
إيمانك كان السبب
فلا تصابي بالعجب
اذهبي بسلام
وقد خلصتِ بالتمام
  في شفائك ونجاتك
وعودي هيا إلى حياتك
إيمانكِ قد شفاكِ
من كل ما اعتراكِ
شادي فخري - أسيوط