يقولون إن “العبرة بالخواتيم”، ويقول كتابنا العظيم: إن «نهاية أمر خير من بدايته» (جامعة7: 8). فمن غرائب مونديال جنوب أفريقيا 2010 أن ينهزم المنتخب الإسباني في أول مباراة له، ويحزن اللاعبون ويبكون، لكن في النهاية بكأس العالم يفوزون.
قارئي الكريم، قد نفشل في بداية حياتنا، أو في مرحلة من مراحلها، لكن هذا لا يعني أبدًا أننا قد خرجنا من مونديال الحياة! لذا عليك ألاّ تيأس أبدًا؛ فبالإصرار والاجتهاد والاستناد على الرب نحقِّق المراد. أعرف أُمًّا تَقيَة كانت تبكي بحرقة على ابنها طالب الثانوية الذي لم يُوَفَّق في دخول كلية الصيدلة التي كان يحلم بها، والتحق بكلية التجارة. وظنت الأم أن ولدها قد فشل وخاب، لكن تخرج الابن بتقدير، وعمل في أرقى البنوك في مدينة المنيا، وحقَّق نجاحات كبيرة في حين أن بعض زملائه الأطباء يتنقلون من مكان إلى آخر، ويمدون أيديهم إلى والديهم فمرتباتهم لا تكفيهم.
لذا علينا بالصبر والانتظار!
انظر إلى يد يعقوب في بداية حياته وفي نهايتها. ففي أول ظهور له نراه وقد نزل من بطن أمه ويده قابضة بعقب عيسو أخيه «فدُعي اسمه يعقوب» (تكوين25: 26). هكذا كانت البداية: كذب وغش وخداع لأخيه، ولأبيه، ثم لخاله. لكن ما أمجد النهاية، إذ صار يعقوب أكثر أمانة، وأكثر تميِّيزًا في معرفة مشيئة الرب، وأخيرًا نراه يقف أمام فرعون ملك مصر وهو أعظم شخصيات ذلك الزمان ليُبارَك من يعقوب! يقول الوحي: «بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف، وسجد على رأس عصاه» (عبرانيين11: 21). فاليد التي كانت في البداية تتعقب وتؤذي، ها هي في النهاية تبارِك وتعطي، بل ولله تسجد.
ليتنا نُسَلِّم ونثق قائلين:
خذ بيدي وقُدني كما تشاء
حتى أرى في ليلي نور السماء
مهما يَكُن طريقي وسط الظلام
أَنَل بفضل ربي حُسنَ الختام