لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟» (قضاة13: 18)
«ويُدعى اسمه عجيبًا» (إشعياء9: 6) وعد الله من بداية الزمن أن يُعطي البشر مخلصًا لكي يخلصهم من خطاياهم، فاعتقدت حواء أن أول أولادها سيحطم عدوها الشيطان ويسحقه كما قال الرب الإله عنه للحية «هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه» (تكوين3: 15). لكن كان قايين سبب ألم لها. ثم وعد الله إبراهيم بأن يتبارك في نسله جميع أمم الأرض (تكوين22: 18). ثم مرة أخرى وعد الرب داود بأن من نسله سيخرج الذي يملك إلى الأبد (مزمور132: 12،11). وكل هذه الوعود تنطبق على شخص واحد فقط هو ربنا يسوع المسيح.
إقرأ إشعياء9: 6 ستجد أن الروح القدس ينظر إلى الوقت الذي كان سيولد فيه المسيح حيث يعطي الله ابنه الوحيد للعالم. ولقد أعلن الروح القدس أن المُنقذ الموعود به سيُدعى بخمسة أسماء :
- والآن إلى أول هذه الأسماء «ويُدعى اسمه عجيبًا». سأل يعقوب قديمًا ملاك الرب قائلاً «أخبرني باسمك؟ فقال له: لماذا تسأل عن اسمي؟» (تكوين32: 29). وبعد ذلك بمئات السنين سأل منوح ملاك الرب أيضًا «ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نُكرمك؟ فقال له ملاك الرب: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب ؟... وبعد ذلك عمل عملاً عجيبًا (قضاة13: 17-19). وبعده سأل أجور بن متقية مسّا: «ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ » (أمثال30: 4) ونرى في كل ما سبق التدرج في الاعلان عن اسمه وعن شخصه.
فالرب يسوع هو بحق شخص عجيب واسمه عجيب لأنه هو الله وإنسان في ذات الوقت» «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16). فهو ابن العلي «نُعطى ابنًا». ونرى هنا اللاهوت ولكنه أيضًا وُلد كطفل وسُمى يسوع كقول النبي إشعياء «لأنه يولد لنا ولد» ونرى هنا الناسوت. «ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه (هنا نرى اللاهوت) مولودًا من امرأة (وهنا نرى الناسوت)» (غلاطية4: 4).
* * *
هل يوجد أعجب من ذلك؟ إن الرب يسوع عجيب ولا يستطيع العقل البشرى أن يدركه، فإنه يسمو فوق جميع البشر لكونه ابن الله وابن الإنسان. قال المسيح له المجد «كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومَنْ أراد الابن أو يُعلن له» (متى11: 27).
والرب يسوع المسيح له المجد :
- عجيب في أعماله " عجيبة هي أعمالك ، ونفسي تعرف ذلك يقينًا " (مز 139 :14 )
- عجيب في رأيه " عجيب الرأي عظيم الفهم "( إش 28 :29 )
- عجيب في نوره " لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " (1بط 2 :9 )
- عجيب في كلمته «عجيبة هي شهاداتك لذلك حفظتها نفسي» (مزمور119: 129)
- عجيب في ولادته «وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرُعاة» (لوقا2: 18)
- عجيب في كلماته «وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه» (لوقا4: 22)
- عجيب في معرفته للكتب «فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم» (يوحنا7: 15)
- عجيب في معجزاته «فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل» (متى9: 33). «رأى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع» (متى21: 15)
- عجيب في محاكمته «فلم يجب يسوع أيضًا بشيء حتى تعجب بيلاطس» (مرقس15: 5)
- عجيب في موته "فتعجب بيلاطس أنه مات هكذا سريعًا " ( مر15 :44 )
- عجيب في قيامته " وبينما هم ( التلاميذ ) غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم ههنا طعام " (لو 24 :41 )
- عجيب في ظهوره بالمجد مستقبلاً «متى جاء ليتمجد في قديسيه ويُتعجب منه في جميع المؤمنين» (2تسالونيكى1: 10)
لأجل كل ذلك دعنا نفكر في ذلك الشخص العجيب باستمرار ونعطيه سجودنا وتسبيحنا من أجل ما هو في ذاته ومن أجل كل ما صنع لنا. فنتذكر عجائبه (مزمور77: 11) متحدثين بها مع الآخرين «تحادثوا بكل عجائبه» (1أخبار الأيام16: 9). وحينما ندخل إلى العُمق في المعرفة الاختبارية والشركة معه سنرى عجائب أكثر «هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العُمق» (مزمور107: 24).
«يارب أنت إلهي أعظمك. أحمد اسمك لأنك صنعت عجبًا. مقاصدك منذ القديم أمانة وصدق» (إشعياء25: 1).