يحدثنا الكتاب المقدس عن أشياء صغيرة وقليلة ولكنها في نفس الوقت خطيرة وهادمة ومعطلة لنمونا الروحي:
5- جهالة قليلة : «الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار. جهالة قليلة أثقل من الحكمة ومن الكرامة» (جامعة10: 1)
يمكننا قراءة الآية السابقة هكذا: كما أن الذباب الميت ينتن ويخمِّر طيب العطار، هكذا تفعل أيضًا الجهالة القليلة بمن اشتهر بالحكمة والكرامة. فالمؤمن لابد أن يتصف بالحكمة لأنه عرف شخص الرب يسوع المسيح «الحكمة عينها» الذي صار لنا «حكمة» من الله وبرًا وقداسة وفداء (1كورنثوس1: 30) والذي أوصانا أن نكون حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام (متى10: 16).
ولنتذكر أن تصرفنا بجهل ولو في موقف من مواقف حياتنا يؤثر جدًا علينا وعلى أشياء ثمينة فينا ويجعل الآخرين يجدفون على الاسم الحسن (اسم الرب يسوع المسيح) الذي دُعى علينا. لأن أقل قدر من الجهالة تفعل ما يفعله الذباب الميت في الطيب الكريم الغالي الثمن. تذكر آساف النبي المرنم الحلو حين تصرف بجهالة في موقف من مواقف حياته إذ غار من الأشرار ومن غناهم ونجاحهم الزمني فإنه عندما أفاق، صرخ قائلاً «أنا بليد ولا أعرف. صرت كبهيم عندك» (مزمور73).
وتذكّر داود الملك العظيم الذي تصرف بجهالة في موقف مُخزٍ من مواقف حياته حين هرب إلى ملك جت وهناك غيَّر عقله وتظاهر بالجنون وأخذ يخربش على مصاريع الباب ويسيِّل ريقه على لحيته. ماذا قال عنه عبيد ملك جت؟ لقد قالوا «أليس هذا داود ملك الأرض..» وماذا قال لهم أخيش ملك جت؟ لقد قال عن داود «هوذا ترون الرجل مجنونًا فلماذا تأتون به إليَّ؟. ألعلي محتاج إلى مجانين حتى أتيتم بهذا ليتجنن عليَّ؟ أهذا يدخل بيتي؟» (1صموئيل21: 10-15).