الطير المهاجر


من سلسلة: بأقلام القراء

أيها الطير المهاجر لِمَ أراك واجمًا؟

تقضي في الحزن ليالٍ تبدو فيها نادمًا

صرتَ للدنيا أسيرًا تعيش فيها حالمًا

قد نسيتَ أن ربَّك لم يزل بشؤونك عالمًا

 

تركض خلف الفُتاتِ من نفوذٍ أو جَمالِ

تلهث خلفَ الأماني والبريق.. والمُحالِ

تحمل وِزر الليالي ولا تضجر من القتالِ

حتَّامَ يبقى قلبك مُعَلَّقًا بين الدنايا والكمالِ؟

 

أيها الطير المهاجر أنت في الأرض نزيلُ

موطنك بين الأعالي، مصيرك المجدُ الجليلُ

فَلِمَ العبث في أرضٍ، فيها الخلود مستحيلُ؟

أمجادها قبض الرياح ورئيسها مهزومٌ ذليلُ

 

كفاك بحثًا عن نعيمٍ بين جَنَبَاتِ الدُنا

كل ما في الأرض وهمٌ حتى إن نلتَ المُنَى

هيهات تجد السعادة في حياتك ها هُنا

فالسعادة على الأرض أمل تصنعه أوهامُنا

 

أيها الطير المهاجر لا تستسلم للأهواءِ!

قم وحلِّق في أعالي الكون وحدِّق للسماءِ!

ولا تأبهَنَّ بالماضي وبما كان فيه من ألوان العناءِ!

أم كيف تعرف طعمَ النعيم  

                 إن لم تذُق أولاً طعم الشقاءِ؟

أندرو مجدي - الإسكندرية