مظاهرة


من سلسلة: بأقلام القراء

أدنو إليك يا ربي وسيدي، وأمامك سأعمل مظاهرة

فأنت ترى ضيقي وتعبي وظلمي،

وكل الأمور أمامك ظاهرة

آتي إليك ومعي وعودك التي قلتها

في كلمتك الصادقة الطاهرة

لا أثق في أي شخص، لكني واثق في يديك القادرة

أنت تستطيع أن تُقيم نفسي التي أحناها الحزن وأصبحت عاثرة

وإن كان فيَّ شرٍّ فكل أملي في نعمتك ومحبتك الغافرة

لن تتركنّي وحيدًا؛ فحولي قد زادت الوحوش الكاسرة

لن أمِلَّ من الطلب للمرة الأولى أو حتى العاشرة

أنت لست بخيلاً أو فقيرًا، بل خزائنك بالخير عامرة

لذلك لن أطلقك إن لم تباركني ببركاتك الغامرة

 

إليك رفعت صلاتي؛ فأصغِ لي وأسمع ندائي

ها قد زرفت الدمعَ، أعرف أنك تهتم لبكائي

أنت ترى نفسي وروحي، أمامك يظهر كل انحنائي

تدرك ضعفي وتبصر حملي، ليتك ترفع عني عنائي

ليس لي سواك في كل البلايا، فيك وحدك كل رجائي

فيك الحياة وأنت مصدرها، تقيمني حتى بعد فنائي

أنت تهتم بي، تعين ضعفي؛ وهذا سر عزائي

كلامك صادق أمين، فيه لي كل شفائي

فيه السراج المنير الذى يرشدني في ظلمة مسائي

فيه السلاح الغالب لو هجم عليَّ كل أعدائي

أنت الوحيد يا سيدي من يستطيع محو شقائي

وإن أسرتني أحزاني وهمومي، أنت يا رب فيك جلائي

إبراهيم يوسف