قرَّرتُ أن أكتبَ شعرًا كي أشكر ربَّ الأكوانِ
أتذكَّر أيامًا عَبَرَت، أسترجِعُ فيضَ الإحسانِ
الرحمةُ فيها تبعتني، والخير على مرِّ الأزمانِ
وحديثك كان، يا أبتي، يحلو للقلبِ وللآذانِ
فوضعت الأوراق بقُربي، ومسكت القلمَ بيمنايْ
وبدأت أبحث في قلبي عن كل ما دار في دنيايْ
في وقت الحزن وفي يأسي، حينما خارت في اللحد قوايْ
كلماتك كانت تحييني، نظراتك كانت تهدي خطايْ
فوجدت القلمَ يُعاتبني: أتُخادع ربَّك بالعباراتِ؟
فمديحك حتى وإن كثُرَ، أتًراه يتساوى مع الخيراتِ؟
ولوكان العشب أقلامًا وكانت الأرض صفحاتِ
فمتى صار لقاؤهما يرد الدَين والبركاتِ؟
فشَرَعتُ أمزِّق أوراقي، أُحَطِّم قلمًا تلو الآخرِ
أقوالي لا تُجدي نفعًا، وأنا في الشكر كطفل حائرِ
فلساني خانته الكلمة، والقلب مليءٌ بمشاعرِ
فإلهي عَلِمني كيف أشكرك بالصمت الوافرِ
يا إلهي عَلِمني كيف أشكرك بالصمت الوافر
أندرو مجدي
الإسكندرية