ماذا يكون موقفك عندما تُقدَّم لك تفاحة شهية ولكن من يدين قذرتين تغطيهما الأوساخ؟ أو ماذا يكون شعورك إذا أُعطى لك طبق من الكريستال غالي الثمن لكي تأكل فيه، وإذا بك تجده متسخًا غير نظيف؟ ألا تفضل عندئذ أن تأكل طعامًا بسيطًا في طبق رخيص ولكنه نظيف. أرجو أن تكون قد فهمت ما أريد أن أكلمك فيه اليوم.
ما معنى كلمة «طاهر أو نقي»؟
كلمة «طاهر» تعني الشيء الخالي من الأوساخ والنجاسة. وكلمة «نقي» تعني الشيء الخالي من القاذورات والشوائب، وتُستعملان كلتاهما أو إحداهما للتعبير عن النظافة.
هل يمكن أن يتنجس الإنسان؟
نـعـم. قال الرب يسوع في متى15: 11-18 «ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان .. ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر، وذاك ينجس الإنسان»
ما الذى يتعرَّض للنجاسة ويحتاج للطهارة والنقاوة؟
1 - القلب: ألا تذكر الدوافع والأتجاهات الخاطئة التي فكّرت فيها؟ يقول الرب يسوع في متى15: 19 «لأن من القلب تخرج أفكار شريرة. قتل، زنى، فسق، شهادة زور، تجديف. هذه هي التي تنجس الإنسان»
2 - النفس : التي هي مركز المشاعر والأحاسيس والأنفعالات. هل عواطفك نقية طاهرة أم هناك شوائب ورغبات شريرة مدفونة في داخلك؟ اسمع لقول الكتاب «طهروا نفوسكم في طاعة الحق» (1بطرس1: 22).
3 - الذهن : وماذا عن ذهنك وأفكارك؟ فيمَ تفكر وأنت جالس على مكتبك لتراجع دروسك؟ يقول الكتاب «أما غير المؤمنين فليس شيء طاهرًا بل قد تنجس ذهنهم أيضًا وضميرهم» (تيطس1: 15).
4 - الضمير : ما هو الضمير ؟ أنه القانون الداخلي الذي فيك الذي وضعه الله ليحكم على تصرفاتك وينبهك للخطأ. هل هو ضمير صالح؟ هل مازال طاهرًا غير منجس بقوانين وأفكار العالم الذي تعيش فيه؟
5 - الكلام : وماذا عن الكلام الذي يخرج من فمك؟ هذا أيضًا ينبغي أن يكون مرضيًا أمام الله (مزمور19: 14). هل هناك كلام السفاهة والهزل التي لا تليق؟ (أفسس5: 4). يوصي الكتاب «صُنْ لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش» (مزمور34: 13).
6 - المظهر الخارجي والتصرفات : ثم ماذا عن مظهرك الخارجي وطريقة لبسك؟ هل تنجست بأسلوب العالم؟ وماذا عن تصرفاتك اليومية: هل تقلِّد الذين حولك؟ اسمع لقول الكتاب في تكوين35: 2 «تطهروا وأبدلوا ثيابكم».
7 - العبادة : نعم ! هل عبادتك طاهرة ونقية؟ هل ذهابك إلى مكان العبادة والصلاة بدافع مقدس حقيقي؟ هل عبادتك وخدمتك في الكنيسة دافعها طاهر مقدس حقيقي، أم هناك أغراض أخرى وراء ذلك؟ اسمع قول الكتاب في يعقوب1: 27«الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه .. حفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم». وكذلك في 1تيموثاوس1: 5 «أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهرٍ».
كيف أعيش حياة الطهارة والنقاوة؟
1. الالتجاء إلى شخص المسيح والأحتماء في دمه : هل تمتعت بعمل الفداء على الصليب؟ هل لديك الإيمان الذي به يتطهر قلبك؟ (أعمال15: 9). يقول الكتاب «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» (1يوحنا1: 7).
2 كلمة الله : إن دراسة وقراءة كلمة الله تعمل كالمياه في غسل وتطهير الفكر والحياة كقول الرب في يوحنا15: 3 «أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به» .
3 رجاء ظهور المسيح والوجود معه : هل تعرف أن الرب سوف يأتي قريبًا وسوف نكون معه ونراه وجهًا لوجه؟. يقول الكتاب «كل من عنده هذا الرجاء به، يطهِّر نفسه» (1يوحنا3: 3).
4 عِشرة ومُصادقة المؤمنين والامتناع عن معاشرة المُستهزئين : ألم تلاحظ كم تأثرت حياتك بالأصدقاء أشرارًا كانوا أم أتقياء؟ لذلك يقول الكتاب «رفيق الجهال يُضَّر» (أمثال13: 20)، وأيضًا «رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك» (مزمور119: 63).
5 حفظ الفكر في الأمور الطاهرة: كم تتنجس الحياة نتيجة الأفكار الشريرة التى تدخل حياتنا. يقول الكتاب «كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسِّر، كل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا» (فيلبى4: 8).
6 الهروب من الشهوات الشبابية : ماهو موقفك من الشهوات العالمية المختلفة التى تُقدّم إليك؟ هل أنت متيقظ من جهتها، أم تتساهل معها؟ يقول الكتاب «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (2تيموثاوس 2: 22).
7 عزل واخراج كل ما ينجس الحياة : هل تحتفظ معك بكتب تنجس الفكر؟ هل تسمح لنفسك بمشاهدة أفلام أو مجلات دنسة؟ هل تحتفظ معك بذكريات من الماضي الذي كنت فيه بعيدًا عن الله يمكن أن تنجس فكرك الآن؟ اسمع لقول الكتاب في تكوين35: 2 «اعزلوا الآلهة الغريبة (الأمور القديمة المحبوبة) تطهروا وأبدلوا ثيابكم» .
نتائج حياة الطهارة والنقاوة :
1 - التمتع بالشركة والقُرب من الرب : يقول الكتاب «مَنْ يصعد إلى جبل الرب؟ ومَنْ يقوم في موضع قُدسه؟، الطاهر اليدين، والنقي القلب» (مزمور24: 3، 4).
2 - المكافأة في الحياة : يقول الكتاب «مَنْ أحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه يكون الملك صديقه» (أمثال22: 11)
3 - القوة في الحياة : يقول الكتاب «الطاهر اليدين يزداد قوة» (أيوب17: 9).
4 - يُكرمه الرب ويستخدمه لخدمته : يقول الكتاب «فإن طهَّر أحد نفسه من هذه يكون إناءً للكرامة مقدسًا نافعًا للسيد مُسْتَعَدًا لكل عمل صالح» (2تيموثاوس2: 21).
5 - يكون سجوده وعبادته للرب مقبولين : يقول داود النبي «اغسل يديَّ في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب» (مزمور26: 6).
أمثلة كتابية :
يوسف: هل تذكر قصة يوسف في الكتاب المقدس (تكوين39-50). لقد عاش بالطهارة والنقاوة، ورغم الصعوبات التي قابلته، لكنه انتصر عليها كلها وأكرمه الرب فصار رجلاً عظيمًا، وبسرعة ارتقى ليكون في أعظم مركز في كل أرض مصر بعد فرعون.
دانيال: لقد كان شعاره «أما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس» (دانيال1-6) فكان ناجحًا كل أيام حياته ووصل هو أيضًا إلى أعلى المناصب.
والآن ماذا عنك أنت؟!
ضع هذه النصيحة أمامك دائمًا «احفظ نفسك طاهرًا» وهكذا لتكن صلاتك المستمرة «قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي» (مزمور51: 10).