يُحكى عن إحدى شركات المقاولات أنها أسندت مهمة تنفيذ بيت جميل إلى أحد مهندسيها التنفيذيين كآخر عمل يقوم به هذا المهندس قبل إحالته إلى التقاعد (المعاش). ولأنه آخر عمل يُسند إليه، فلم يهتم ذلك المهندس كثيرًا بهذه المهمة، ولم يَقُم بواجبه على الوجه الأكمل. فلم يعتنِ باختيار عمالاً مدربين، ولم يهتم بجودة مواد البناء، ولم يُبالِ بدراسات الجدوى، ولم يلتزم بمواصفات اللوحات الهندسية بكل دقة كما كان يفعل قبل ذلك.
وبعد انتهاء العمل في وقت قياسي، استدعاه رئيس الشركة. وكانت المفاجأة ! فلقد سلّمه المدير مفتاح المنزل وقال له «هذه هي مفاتيح بيتك الجديد الذي تهديه إليك الشركة كهدية بمناسبة تقاعدك، ونظير ما قُمت به من خدمات طوال السنوات الماضية !!
وهنا تنهّد المهندس في أسى وقال في نفسه: آه لو كنت أعرف ذلك من البداية، لَمَا كنت أهملت في عملي كما فعلت !.
عزيزي .. إن لنا في هذه القصة الواقعية المؤثرة درسين هامين:
أولاً : إن هذا الرجل سار حياته حسنًا، ولكنه لم يَنتهِ كذلك !.
أما الدرس الثاني الذي يهمنا كشباب أن نتعلمه من هذه القصة، فهو ما عبَّر عنه الكتاب بالقول «فإن الذي يزرعه الإنسان، إياه يحصد أيضًا» (غلاطية6: 7). فلم يكن ذلك المسئول يدري أن ذات البيت الذي أهمل في تنفيذه، هو الذي سيقضي فيه بقية أيام حياته ! فإذا أردنا حصادًا حسنًا، فلنزرع حسنًا.
نصيحة : ازرع عملاً حسنًا، وقولاً حسنًا، وفكرًا حسنًا ..