مثل مصري عامي شهير، اختلفوا في معناه، وبصفة خاصة في معنى كلمة “شقي”.
البعض اعتبرها بمعناها في اللغة العربية الفصحى، والشقي هنا هي من “الشقاء”، أي هو عكس السعيد. ويفهمون المثل عندئذ على أن من ظروفهم ليست جيدة حياتهم أطول من غيرهم!!
والبعض الآخر يفهم كلمة “شقي” بمعناها الدارج في العامية المصرية والتي تجمع في طياته معانٍ كثيرة مثل: كثرة الحركة والنشاط، المغامرة، الذكاء، إثارة المتاعب! ويقصدون بالمثل في هذه الحالة أن أصحاب هذه الصفة كثيرًا ما يتعرضون لحوادث أو أحداث صعبة، أو يغامرون مغامرة خطيرة، ويبقى عمرهم. فقد يُقال لواحد عَبَرَ الطريق من مكان خاطئ وكادت تصدمه سيارة مسرعة لكنه نجا. كما يقوله واحد مقبل على مغامرة غير محسوبة فينبهه أحدهم فيجيب عليه “ما تخافش.. عمر الشقي بقي”.
وسواء كنت ممن يفهمون المثل بهذه الطريقة أو تلك دعنى أذكِّرك بأن لا أحد عمره “بَاقي”، فلكل عمرٍ نهاية، وهذه النهاية تأتي أسرع مما نتوقع. كم من صغار أو كبار خرجوا ولم يعودوا، أو ناموا ولم يستيقظوا؟! يقول كاتب مزمور37، بعد أن يصف واحدًا “شقي” بأوصاف القوة والجبروت «عَبَرَ؛ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ»!!
قصيرة هي الحياة، فهل أنت مستعد لنهايتها؟! لا تصدق الخدعة، ولا تؤجِّل الخلاص.
وإن كنت تعتبر نفسك “شقيًا” بمفهوم الفصحى، حزين القلب، ربما بسبب خطاياك، أو بسبب ضغوط من الظروف، هل تسمح لي أن أخبرك عن شخص يريح القلب، شخص قال داعيًا كل من هو مثلك «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى11: 28)، وكم من أشقياء اختبروا الراحة عنده، وأنت مدعو أن تنضم إليهم.
وإن كنت من أنصار المغامرة، على اعتبار أن عمر الشقي بقي، فبماذا تغامر؟ قد يُقبل أن تغامر بالقليل مما تملك، أو ببعض الوقت، لكن هل يُعقل أن تغامر بحياتك؟! بأبديتك؟! قال مرنم:
عمرك غالي ليه بتغامر بيه بخسارة؟! عمرك غالي ليه دي الأبدية جبارة؟!
هيا اضمن حياتك في المسيح، وعش سعيدًا، لن تخشى نهاية الحياة إن قصرت أو طالت.
الحياة هي المسيح.. فلا تعش بدونه.