ولد “چون هيربرت دلينجر John Herbert Dillinger” في 22 يونية 1903م، في إنديانابوليس بولاية إنديانا الأمريكية، ورحل عن دنيانا في 22 يوليو 1934م، في شيكاجو بولاية إلينوي الامريكية. ولقد انتهت حياته مقتولاً بالرصاص من البوليس الفيدرالي، بعدما خانته “أنَّا ساج”، وهي إحدى صديقاته وقد عُرفت - فيما بعد - بالسيدة الحمراء Lady in Red، عندما تعاونت مع المخابرات الامريكية FBI وهي تلبس الفستان الأحمر، وتم قتل دلينجر، واخذت السيدة الحمراء مكافأة قدرها50 ألف دولارًا، وهو مبلغ كبير جدًا وقتها.
ويُعتبر چون دلينجر، إلى الآن، أشهر لص في كل تاريخ أمريكا تخصَّص في سرقة البنوك، بل إن البعض يعتبره أخطر مجرم في تاريخ أمريكا على الإطلاق.
ولقد أشتهر چون هيربرت دلينجر في أمريكا في فترة الثلاثنيات حيث سرق العديد من البنوك، وألقي القبض عليه، وحُكم عليه بالموت شنقًا، ولكنه استطاع الهروب قبل تنفيذ الحكم، مما استدعى أن تُعلن وكالة المخابرات الفيدرالية أن چون هيربرت دلينجر هو عدو الشعب الأمريكي، ورصدت مكافأة مالية ضخمة لمن يقبض عليه. وهذا ما تم في شيكاجو يوم 22 يوليو 1934م عن طريق السيدة الحمراء.
ومنذ بضعة سنوات، تم تصوير فيلم أعداء الشعب (Public Enemies) ليحكي ويسجل قصة حياة چون هيربرت دلينجر.
في عام 1934، وقبل مقتله، ولكي يتخفي دلينجر، أجرى في شيكاجو جراحة تجميل (بلاستك سيرجري)، وغيَّر شكله تمامًا، ووضع يده في الأحماض محاولاً أن يغيِّر بصماته، ولكن بالرغم من أن شكله قد تغيَّر، ظلت بصماته كما هي رغم كل محاولاته إخفائها.
عزيزي القاريء عزيزتي القارئة: رغم أن دلينجر وضع يديه في الأحماض، لكن بصماته ظلَّت كما هي؛ هل تعلم لماذا؟ لأن الله خلق كل إنسان متميزًا، لهذا يقول داود: «أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا» (مزمور139: 14). فرغم أن العالم به حوالي 7 مليارات من البشر فمستحيل أن تتطابق بصمة إنسان مع بصمة إنسان آخر. هذا التميُّز العجيب، يظهر بشكل أروع وأعظم في هدف الله من حياتي وحياتك. فإن كان المبدأ العام أن الله خلقك وخلقني لمجده: «وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ» (إشعياء43: 7)، فإن التميُّز يجعل تشكيل الله لكل واحد منا متميزًا أيضًا؛ لكي يكون التأثير الذي يتركه كل منا فيمن حوله متميزًا بالتالي. لهذا تم اختيار اسم “بصمة” ليكون مشروعًا للشباب والشابات، ولكي يحمل في طياته معنى: التشكيل والتميُّز والتأثير. لهذا أشجِّعك أن تشاركنا في مشروع “بصمة”.
ولكن قبل أن أنهي المقالة، أحب أن أؤكِّد على أن الإنسان لا يستطيع أن يغيِّر لا بصماته ولا حتى أعماله لأنها تصدر من قلبه. فبرغم نجاح چون دلينجر في تغير مظهره من الخارج عن طريق جراحة التجميل لكن بصماته ظلت كما هي وظلت قساوة قلبه ورغبته في السرقة كما هي، كما يقول أيوب: «أَنَا مُسْتَذْنَبٌ، فَلِمَاذَا أَتْعَبُ عَبَثًا؟ وَلَوِ اغْتَسَلْتُ فِي الثَّلْجِ، وَنَظَّفْتُ يَدَيَّ بِالإِشْنَانِ (أحد المواد المنظفة كالصودا الكاوية)، فَإِنَّكَ فِي النَّقْعِ (الوحل) تَغْمِسُنِي حَتَّى تَكْرَهَنِي ثِيَابِي» (أيوب9: 29-31). ومكتوب: «فَإِنَّكِ وَإِنِ اغْتَسَلْتِ بِنَطْرُونٍ، وَأَكْثَرْتِ لِنَفْسِكِ الأُشْنَانَ، فَقَدْ نُقِشَ إِثْمُكِ أَمَامِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ» (إرميا2: 22). ومكتوب أيضًا: «هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْرًا أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ!» (إرميا13: 23). وكما قال الرب يسوع: «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً» (متى7: 16). لهذا يحتاج الإنسان أن يولد ثانية كما قال الرب لنِيقُودِيمُوسُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا3: 3). ولهذا صلى داود: « قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي» (مزمور51: 10).
فهل تصلي معي؟
صلاة: يا من خلقتني ببصمة وتميُّز عجيب.. وأحببتني حتى الموت الرهيب.. معلَّقًا على الصليب.. شكِّلني أيها الحبيب لأكون مؤثِّرًا لمجدك في البعيد والقريب