الرب يسوع رجل الصلاة

إن ابن الله المبارك حين صار إنساناً، أخذ مركز الإنسان فى الاستناد والاعتماد الكامل على الله. ولذلك فإن حياته تميزت بالصلاة. وكان شعاره «أما أنا فصلاة» (مزمور 109: 4). والأناجيل تحدثنا عن أربع عشرة مناسبة صلى فيها الإنسان الكامل شخص الرب يسوع المسيح. 

1-  لقد  بدأ  خدمته  بالصلاة.
ففى مشهد معموديته «إذ كان يصلى انفتحت له السماء ونزل عليه الروح القدس مثل حمامة» (لوقا 3: 21). بعد ذلك رجع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس. وكان فى البرية أربعين يوماً يجرب من إبليس حيث حقق انتصاراً ساحقاً. ومن ذلك نتعلم أهمية الصلاة قبل الخدمة وقبل أن نواجه المجرب.

2-  وبعد المعجزات العظيمة حيث ذاع خبره، «كان  يعتزل  فى  البرارى  ويصلى» (لوقا 5: 16). فلم يكن يبحث لنفسه عن شهرة. وكان يشعر بالاحتياج أن يسحب نفسه كلما سنحت الفرصة ليختبئ عن الناس ويختلى مع الله. وكان للخلوة الفردية مكان بارز فى حياته. وكان يستودع الخدمة ونتائجها بين يدى الآب المحب. كان يبدأ يومه بالخلوة مع أبيه. وكان فى ذلك نموذجاً رائعاً للخادم الحقيقى. فنقرأ عنه «وفى الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك» (مرقس 1: 35). وفى خلوته المبكرة كان يتلقى برنامج يومه من الآب مباشرة وماذا يريده أن يفعل. وكانت هذه عادته «كل صباح» (إشعياء 50: 4). 

3-  وقبل اختيار الرسل «خرج إلى الجبل ليصلى وقضى الليل كله فى الصلاة» (لوقا 6: 12). وكان فى ذلك أيضاً مثالاً رائعاً، إذ لم يشأ أن يتخذ قراراً واحداً بالاستقلال عن أبيه. ومن ذلك نتعلم أننا أمام الاختيارات المختلفة، وقبل أن نتخذ قراراً علينا أن نصلى كثيراً، ولانتصرف بحسب الاستحسان الطبيعى.

4-   وبعد أن أشبع الآلاف بخبزات الشعير، ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر. «أما هو فصعد إلى الجبل لكى يصلى. ولما صار المساء كان هناك وحده» (متى 14: 23). ولاشك أن التلاميذ كانوا أمامه فى صلاته يستجلب المعونة لهم شاعراً بمسكنتهم وضعفهم.

5-
  وعندما رُفِضَت خدمته رفع قلبه إلى الآب قائلاً «أحمدك أيها الآب .. لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك» (متى 11: 25). ومرة أخرى نقرأ عنه القول أنه «كان يصلى على انفراد وكان التلاميذ معه. فسألهم قائلاً من تقول الجموع إنى أنا ابن الإنسان» (لوقا 9: 18).  

 6- وفى حادثة التجلى أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى جبل ليصلى. وفيما هو يصلى صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضاً لامعاً (لوقا 9: 28).  إنه لم يصعد إلى الجبل لكى يتمجد بل لكى يصلى وعندئذ تمجد. فكان الهدف هو الصلاة والنتيجة هى المجد. ونحن إن كنا نريد أن نتغير إلى تلك الصورة عينها، فعلينا بالصلاة (2كورنثوس 3: 18)

 7-  وفى مناسبة غير محددة «إذ كان يصلى فى موضع. لما فرغ قال له واحد من التلاميذ يارب علمنا أن نصلى» (لوقا 11: 1). لقد كانت عادته وطابع حياته هى الصلاة كل حين وليس فى الضرورات فقط.  

8-  وعند إقامة لعازر نراه يرفع عينيه نحو السماء ويقول «أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لى وأنا علمت أنك فى كل حين تسمع لى» (يوحنا 11: 41). 

9-  وعندما ارتسم أمامه الصليب نراه يقول «الآن نفسى قد اضطربت. وماذا أقول. أيها الآب نجنى من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة»   (يوحنا 12: 27).

10-  وفى الليلة التى أُسلم فيها قال لبطرس «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة. ولكنى طلبت من أجلك لكى لايفنى إيمانك» (لوقا 22: 32) إن شفاعته بدأت قبل أن يتعرض بطرس للتجربة، وليس فقط عندما أخطأ وأنكر.   

11- وفى يوحنا 17 نقرأ عن صلاته الرائعة للآب حيث سكب عواطفه ورفع طلباته من أجل أحبائه قبل أن يتركهم. وتكلم عنهم بأرقى نغمة ليعرفوا المحبة التى فى قلبه من نحوهم. 

12-  وفى جثسيمانى جثا على ركبتيه وكان يصلى بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم على الأرض. قائلاً ياأبتاه «إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك» (لوقا 22: 41). كان هناك كمسكين قد أعيا وسكب شكواه قدام الله (مزمور 102). 

13-  ثم نقرأ عن صلاته الشفاعية لأجل قاتليه وهم يسمرونه على خشبة الصليب قائلاً «ياأبتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون» (لوقا 23: 34).   وأخيراً عند موته، نراه يصلى قائلاً «ياأبتاه فى يديك أستودع روحى» (لوقا 23: 46).    

 14- وأخيراً عند موته، نراه يصلى قائلاً «ياأبتاه فى يديك أستودع روحى» (لوقا 23: 46).   

ياله من نموذج رائع ليتنا نتمثل به .