التقى الشاب من جديد كما اعتاد مع صديقه الشيخ يحدثه عن الأمور التى تشغل باله، وبدأ الشاب حديثه قائلاً : - أحياناً يراودنى فكر شرير، وسرعان ماأجد نفسى مُنساقاً خلفه وأجدنى وقد سقطت فيه بالفعل.
* ولماذا تنساق له لدرجة السقوط؟
- الحقيقة انى أعتبر نفسى قد سقطت بالفعل بمجرد أن يأتينى الفكر.
* هل تعرف كيف يصطاد الأسد غزالة؟
- وما دخل ذلك بموضوعنا؟
* سأوضح لك. طبعاً أنت تُدرك أن للغزال سرعة وامكانيات تكفل له الهرب من الأسد.
- بالتأكيد.
* لكن مايفعله الأسد حين يستشعر قُرب غزالة منه أن يزأر بشكل مُفزع ترتعب الغزالة له وتعتقد معه أنها قد هلكت بالفعل. فتلبث فى مكانها بلا حراك حتى يصلها الأسد ويلتهمها تماماً.
- أعتقد أن الغزالة لاتتميز بالذكاء فى ذلك.
* وماأريد أن أوضحه لك أن مجرد أن يراودك فكر شرير فليست تلك هى المشكلة، لكن المشكلة تكمن فى الاستغراق فيه. والحقيقة أنك لاتقدر أن تمنع الفكر أن يأتيك، لكنك كانسان مولود من الله تستطيع بكل يقين أن تمنعه من أن يتحكم فيك، أو كما يقولون انك لاتستطيع أن تمنع طائراً من أن يحلّق فوق رأسك، لكنك يقيناً تقدر أن تمنعه من أن يبنى عُشاً فوق رأسك.
- وكيف لاأسمح للفكر بأن يستمر معى؟
* إن راودك فكر مثل هذا فتعامل معه كأنه لم يكن، وحوّل فكرك سريعاً - بمعونة الرب- إلى فكر مقدس. فكّر عندئذ فيما تعلمته من كلمة الله.
- وماذا أيضاً ؟
* أضيف فأقول إن الوقاية خير من العلاج. لذلك حصّن نفسك ضد الأفكار الشريرة أولاً بأن تمتنع عن مُثيرات هذه الأفكار من صداقات وقراءات وما إلى ذلك، وأنت أدرى الناس بما يقودك لمثل هذه الأفكار.
وثانياً : إملأ فكرك دائماً بكلمة الله متشبعاً بها، واشغل ذهنك بأمور حسنة كالمذكورة فى فيلبى4: 8،9 «أخيراً أيها الإخوة كل ماهو جليل كل ماهو عادل كل ماهو طاهر كل ماهو مُسِّر كل ماصيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففى هذه افتكروا. وماتعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فىَّ فهذا افعلوا وإله السلام يكون معكم». وأخيراً إلق رجاءك على نعمة الله القادرة أن تحفظك.